وقال زياد بن أبي سوادة : قام عبادة بن الصّامت على سور ب «بيت المقدس» الشرقي فبكى ، وقال : من ها هنا أخبرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه رأى جهنم (١).
وقال قتادة : هو حائط بين الجنّة والنار ، (باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ) يعني : الجنة ، (وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) يعني : جهنم (٢).
وقال مجاهد : إنّه حجاب. كما في «الأعراف» وقد مضى القول فيه.
وقد قيل : إن الرحمة التي في باطنه نور المؤمنين ، والعذاب الذي هو في ظاهره ظلمة المنافقين.
وقيل : السّور عبارة عن منع المنافقين عن طلب المؤمنين.
قوله تعالى : (يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (١٦) اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(١٧)
قوله : (يُنادُونَهُمْ) يجوز أن يكون حالا من الضمير في «بينهم». قاله أبو البقاء(٣).
وهو ضعيف (٤) لمجيء الحال من المضاف إليه في غير المواضع المستثناة.
__________________
(١) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٥٢) وعزاه لعبد بن حميد عن عبادة بن الصامت وأخرجه الحاكم (٢ / ٤٧٩) من طريق محمد بن ميمون عن بلال بن عبد الله عن عبادة.
وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ورده الذهبي فقال : بل منكر وآخره باطل لأنه ما اجتمع عبادة برسول الله صلىاللهعليهوسلم هناك ثم من هو ابن ميمون وشيخه وفي نسخة أبي مسعر ، عن سعيد عن زياد بن أبي سوادة قال : رئي عبادة بن الصامت ببيت المقدس يبكي وقال : من ها هنا أخبرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأى جهنم فهذا المرسل أجود.
والطريق المرسل هو الذي ذكره المؤلف.
قلت : وفي سماع زياد من عبادة كلام وقد توقف أبو حاتم في سماعه منه.
انظر جامع التحصيل ص (١٧٨).
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٦٧٨) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٥٢) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) ينظر : الإملاء ٢ / ١٢٠٨.
(٤) الدر المصون ٦ / ٢٧٧.