منهنّ فاطمة بنت عمرو بن عائذ جدّة رسول
الله صلّى الله عليه وآله لأبيه.
وفاطمة بنت زائدة بن الأصمّ أُم خديجة
بنت خويلد.
وفاطمة بنت عبد الله بن رزام.
وفاطمة بنت الحارث بن عكرمة.
وممن لم يحضرن ويلحقن من الفواطم
اللواتي يقربن من رسول الله صلّى الله عليه وآله ومن عليّ عليه السّلام بالنسب
واللحمة فاطمة بنت نصر اُم ولد قصيّ.
فإنهنّ لَجلوس يتفاخرن بالذراري
والأولاد إذ أقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وكأنّ وجهه مرآة مصقولة ، والمهاة
مجلوة ، ينثني كغصن ميّاد ، وقد تبعه بعض الكهّان ينظر إليه نظراً شافياً ، فجلس
رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى فاطمة اُمّ عليّ بين العجائز من الفواطم ، وجلس
الكاهن بإزائه لا يمرّ به كاهن مثله ولا حبر ، ولا قائفٌ ولا عائف إلّا هَمَسَ
إليه وغمزه واستوقفه ينظرون إليه ، فبعض يشير إليه بسبابته ، وبعض يعضّ على شفته.
فغاب رسول الله صلّى الله عليه وآله
بقيامه ، ودخل إلى منزله عند عمّه.
فقال الكاهن للعجائز : مَن هذا الفتى
الّذي قد زها بِحُسنه على كلّ الفتيان ، والرجال والنساء؟
قلن : هذا المحبّب في قومه محمّد بن عبد
الله بن عبد المطلب ، ذو الفضل والعُرف والسؤدد.
فقال الكاهن : يا معشر قريش ، ائذنوا
بالحرب بعد الهرب ، من سيف النبيّ المنتجب ن الويل منه للعرب ، وللأصنام والنصب ، ثمّ
نادى : يا أهل الموسم الحافل ، والجمع الشامل ، قرب ظهور الدين الكامل ، ومبعث
النبيّ الفاضل ، ثم أنشأ يقول :