من عالم الطبيعة
بالأسماء الحسنى والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار السارية في
الأكوان ، ثم اختلفوا في سر التصرف الذي في الحرف ما هو فمنهم من جعله للمزاج الذي
فيه ، وقسم الحروف بقسمة الطبائع إلى أربعة أصناف كالعناصر ، واختصت كل طبيعة بصنف
من الحروف ، يقسم التصريف في طبيعتها فعلا ، انفعالا بذلك الصنف ، فتنوعت الحروف
بقانون صناعي يسمونه «التكسير» إلى نارية وهوائية ومائية وترابية على حسب تنوع
العناصر ، فالألف للنار ، والباء للهواء ، والجيم للماء والدال للتراب ، ثم ترجع
كذلك على التوالي من الحروف ، والعناصر إلى أن تنفد ، فتعين لعنصر النار حروف سبعة
: الألف ، والهاء ، والطاء ، والميم ، والفاء ، والشين ، والذال. وتعين لعنصر
الهواء سبعة أحرف أيضا وهي : الباء ، الواو ، الياء ، النون ، الضاد ، التاء ، الظاء ،
وتعين لعنصر الماء أيضا سبعة حروف وهي : الجيم ، الزاي ، الكاف ، الصاد ، الفاء ،
التاء ، الغين ، وتعين لعنصر التراب أيضا سبعة أحرف : الدال ، الخاء ، اللام ،
العين ، الراء ، الحاء ، السين.
فالحروف النارية
لدفع الأمراض الباردة ولمضاعفة قوة الحرارة حيث تطلب مضاعفتها إما حسا أو حكما ،
كتضعيف قوى المريخ في الحروب والقتل والفتك.
والمائية أيضا
لدفع الأمراض الحارة من حميات وغيرها ولتضعيف القوى الباردة حيث تطلب مضاعفتها حسا
أو حكما ، كتضعيف قوى القمر وأمثال ذلك.
ومنهم من جعل سر
التصرف الذي في الحروف للنسبة العددية فإن حروف أبجد دالة على أعدادها المتعارفة
وضعا وطبعا ، فبينها من أجل تناسب الأعداد ، تناسب في نفسها أيضا ، كما بين الباء
والكاف والراء