عَقِبِهِ) (١) قال : يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين عليهالسلام إلى يوم القيامة وليس لأحد أن يقول : لِمَ جعلها الله في صلب الحسين عليهالسلام دون الحسن عليهالسلام ، لأنّه هو الحكيم في أفعاله (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (٢) .
والمراد بكلمة التقوىٰ يُحتمل وجوهاً :
منها : إنّها الإيمان فكونهم كلمة التقوى ، لكون ولايتهم مشروطة في تحقّقه كما قال : (وبموالاتكم تمّت الكلمة وعظمت النعمة) (٣) .
ومنها : إنّه كلمةُ لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، ولا شكّ أنّ ترتّب الآثار على هذه الكلمة موقوف على الإقرار بإمامتهم ، والإذعان بولايتهم فهذا جارٍ مجرىٰ
________________________
١ ـ الزخرف : ٢٨ .
٢ ـ هذه الرواية لم نعثر عليها في مجمع البيان للطبرسي في تفسير هذه الآية ولكن أخرجناها من معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص ١٣١ ح ١ ، ط : بيروت الأعلمي ١٤١٠ هـ . وكتاب تأويل الآيات ص ٥٤١ ، وإليك نصّها :
(عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : يابن رسول الله أخبرني عن قول الله : (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قال : يعني بذلك الإمامة ، وجعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة ، فقلت : يابن رسول الله أخبرني كيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون الحسن وهما ولدا رسول الله صلىاللهعليهوآله سبطاه وسيّدا شباب أهل الجنّة ؟
فقال : يا مفضّل إنّ موسى وهارون نبيّان مرسلان اخوان فجعل الله النبوّة في صلب هارون دون صلب موسىٰ ولم يكن لأحد أن يقول : لِمَ فعل الله ذلك ، وكذلك الإمامة وهي خلافة الله عزّوجلّ وليس لأحد أن يقول : لِمَ جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن ، لأنّ الله عزّوجلّ حكيم في أفعاله : (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) . والآية في سورة الأنبياء : ٢٣ .
٣ ـ هذا مقطع من الزيارة الجامعة الشريفة ، فراجع شرح هذه الفقرة في الأنوار اللامعة للسيّد عبدالله شبّر قدسسره ص ١٨٧ ط : قم الأمين .