سورة يونس
ـ عليهالسلام ـ
قالت فرقة : نزل من أولها نحو من أربعين آية بمكّة ، وباقيها بالمدينة ، وهي مائة وتسع آيات. وهي مكّية في قول عكرمة وعطاء وجابر. وقال ابن عباس إلّا ثلاثة آيات (١) وقال مقاتل : إلا آيتين من قوله : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ)(٢) [الآية ٩٤] وقال الكلبي : إنها مكية إلّا قوله (وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ)(٣) [الآية ٤٠] فإنها مدنيّة نزلت في اليهود ، وعدد كلماتها ألف وثمانمائة واثنتان وثلاثون كلمة ، وحروفها سبعة آلاف وخمس مائة وسبعة وستّون حرفا.
قوله تعالى : (الم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) (٢)
قوله : بسم الله الرحمن الرحيم (الر) تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول الكتاب ، واختلاف القرّاء في إمالة هذه الحروف إذا كان في آخرها ألف ، وهي : را ، وطا ، وها ، ويا ، وحا. فأمال «را» من جميع سورها إمالة محضة الكوفيون إلا حفصا ، وأبو عمرو وابن عامر. وأمال الأخوان وأبو بكر (٤) «طا» من جميع سورها نحو : (طس) [النمل : ١] ، (طسم) [الشعراء : ١] ، (طه) [طه : ١] ، و «يا» من «يس» ، وافقهم ابن عامر ، والسوسي على «يا» من (كهيعص) [مريم : ١] ، بخلاف عن السوسي. وأمال الأخوان وأبو عمر (٥) ، وورش ، وأبو بكر «ها» من «طه» ، وكذلك أمالها من (كهيعص) أبو عمرو ، والكسائي ، وأبو بكر دون حمزة وورش.
وأمال أبو عمرو ، وورش ، والأخوان ، وأبو بكر (٦) ، وابن ذكوان «حا» من جميع سورها السبع [غافر : ١]. إلّا أن أبا عمرو ، وورشا يميلان بين بين ، وللقرّاء في هذا عمل كثير مذكور في كتب القراءات ، وكلّها لغات صحيحة.
__________________
(١) ذكره القرطبي في «تفسيره» (٨ / ١٩٤).
(٢) ينظر : المصدر السابق.
(٣) ينظر : المصدر السابق.
(٤) ينظر : السبعة ص (٣٢٢) ، الحجة للقراء السبعة ٤ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، حجة القراءات ص (٣٢٧) ، إعراب القراءات ١ / ٢٦٠ ، إتحاف ٢ / ١٠٣.
(٥) ينظر : السابق.
(٦) ينظر : السابق.