٢٧٣٣ ـ وأقنيت للحرب آلاتها |
|
وأعددت للسّلم أوزارها (١) |
وقال آخر : [البسيط]
٢٧٣٤ ـ السّلم تأخذ منها ما رضيت به |
|
والحرب يكفيك من أنفاسها جرع (٢) |
وقيل : أثبت الهاء في «لها» ؛ لأنّه قصد بها الفعلة والجنحة ، كقوله : (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأعراف : ١٥٣] أراد : من بعد فعلتهم.
وقال الزمخشريّ : «السّلم تؤنّث تأنيث نقيضها ، وهي الحرب». وأنشد البيت المتقدم : السّلم تأخذ منها.
فصل
قال الحسن وقتادة : هذه الآية نسخت بقوله : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) [التوبة : ٥].
وقوله (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [التوبة : ٢٩].
وقال غيرهما : ليست منسوخة ؛ لكنها تتضمّن الأمر بالصّلح إذا كان الصلاح فيه ، فإذا رأى مصالحتهم ، فلا يجوز أن يهادنهم سنة كاملة وإن كانت القوة للمشركين جاز مهادنتهم عشر سنين ، ولا يجوز الزيادة عليها اقتداء برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإنه هادن أهل مكّة عشر سنين ، ثم إنهم نقضوا العهد قبل كمال المدّة.
وقوله (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) أي : فوّض الأمر فيما عقدته معهم إلى الله.
(إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) نبّه بذلك على الزّجر عن نقض العهد ؛ لأنّه عالم بما يضمر العبد سميع لما يقوله.
قال مجاهد : «نزلت في قريظة والنضير» وورودها فيهم لا يمنع من إجرائها على ظاهر عمومها (٣).
قوله تعالى (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ) الآية.
أي : يريدوا أن يغدروا ويمكروا بك.
قال مجاهد : يعني : بني قريظة (٤)(فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) أي : بالأنصار.
فإن قيل : لما قال : «هو الذي أيّدك» فأي حاجة مع نصره إلى المؤمنين ، حتّى قال «وبالمؤمنين».
__________________
(١) البيت من شواهد البحر ٤ / ٥٠٩ الدر المصون ٣ / ٤٣٣.
(٢) البيت للعباس بن مرداس ينظر : ديوانه (٨٦) الخزانة ٤ / ١٨ إصلاح المنطق ٣٠ والرازي ١٥ / ١٨٧ حاشية الشيخ يس ٢ / ٢٨٦.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٦ / ٢٧٩) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٣٥٩) وعزاه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) تقدم.