يعملون عمل قوم لوط ؛ لأنّ ذلك هو المدلول السابق ، فينصرف إليه ذكر الحكم عقيب الوصف مشعرا بالعليّة.
وقال أبو حنيفة : «اللّواط لا يوجب الحدّ».
واختلفوا في حدّ اللّائط : فقال بعضهم : «يرجم محصنا كان ، أو غير محصن ، وكذلك المفعول به إن كان محتلما».
وقال بعضهم : «إن كان محصنا رجم ، وإن كان غير محصن أدّب وحبس».
وقال أبو حنيفة : يعزّر ، [وحجة الجمهور أن الله تعالى] عذب قوم لوط بالرجم وقال عليه الصّلاة والسّلام : «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به» (١).
وروي عن أبي بكر الصديق أنّه حرّق رجلا يسمّى الفجاءة حين عمل عمل قوم لوط بالنّار(٢) ، وأحرقهم ابن الزّبير في زمانه ، ثم أحرقهم هشام بن الوليد ، ثم أحرقهم خالد القسريّ ب «العراق».
وروي أن سبعة أخذوا في زمان ابن الزّبير في لواط ، فسأل عنهم ، فوجد أربعة منهم أحصنوا ، فخرج بهم من الحرم ، فرجموا بالحجارة حتى ماتوا ، وحد الثلاثة ، وعنده ابن عباس وابن عمر فلم ينكرا ، وهذا مذهب الشافعي.
قال ابن العربيّ : الأوّل أصحّ سندا وهو مذهب مالك.
فإن أتى البهيمة قيل : يقتل هو والبهيمة (٣).
وقيل : يقتل دون البهيمة.
قوله تعالى : (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٨٥)
قوله تعالى : (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) القصة.
اختلف في «مدين» : فقيل : أعجميّ ، فمنعه للعجمة والعلمية ، وهو مدين بن إبراهيم ـ عليهالسلام ـ فسمّيت به القبيلة.
__________________
(١) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٣٠٠ وأخرجه أبو داود في السنن ٤ / ٦٠٧ ـ ٦٠٨ ، كتاب الحدود. باب فيمن عمل عمل قوم لوط الحديث (٤٤٦٢) ، وأخرجه الترمذي في السنن ٤ / ٥٧ ، كتاب الحدود باب ما جاء في حد اللوطي الحديث (١٤٥٦). وأخرجه ابن ماجه في السنن ٢ / ٨٥٦ ، كتاب الحدود باب من عمل عمل قوم لوط الحديث وأخرجه الحاكم في المستدرك ٤ / ٣٥٥ كتاب الحدود باب يقتل من شتم النبي صلىاللهعليهوسلم وصححه ووافقه الذهبي وأخرجه البيهقي السنن الكبرى ٨ / ٢٣٢ كتاب الحدود ، باب ما جاء في حد اللوطي.
(٢) انظر : تفسير القرطبي (٧ / ١٥٦).
(٣) في ب : والرأس.