القبلة ، فقيل :
ليس البرّ العظيم الذي يجب أن تذهلوا بشأنه عن سائر صنوف البرّ أمر القبلة ، ولكن
البرّ الذي يجب الاهتمام به وصرف الهمة برّ من آمن وقام بهذه الأعمال. وقرئ : وليس
البرّ ـ بالنصب على أنه خبر مقدم ـ وقرأ عبد الله : بأن تولوا ، على إدخال الباء
على الخبر للتأكيد كقولك : ليس المنطلق بزيد (وَلكِنَّ الْبِرَّ
مَنْ آمَنَ بِاللهِ) على تأويل حذف المضاف ، أى برّ من آمن ، أو يتأول البرّ
بمعنى ذى البرّ ، أو كما قالت :
فَإنَّمَا هِىَ إقْبَالٌ وَإدْبَارُ
وعن المبرّد : لو
كنت ممن يقرأ القرآن لقرأت : ولكنّ البرّ ، بفتح الباء. وقرئ : ولكن البارّ. وقرأ
ابن عامر ونافع : ولكنّ البر بالتخفيف (وَالْكِتابِ) جنس كتب الله ، أو القرآن (عَلى حُبِّهِ) مع حب المال والشح به ، كما قال ابن مسعود «أن تؤتيه وأنت
صحيح شحيح ، تأمل العيش وتخشى الفقر ، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان
كذا ولفلان كذا ». وقيل :
__________________