المعادلتين :
١ ـ لمّا كان المُلْك التكوينيّ لله وحده ، فهذا يقتضي أن تكون الطاعة التكوينيّة لله وحده ، وهذا أمر مشاهد ومحسوس ، بل هو من المسلّمات العقليّة.
٢ ـ لمّا كان المُلْك التشريعي لله وحده ، فهذا يقتضي أن تكون العبادة لله وحده. والفطرة المشار إليها هي الإيجاد والإبداع على نحو يدعو إلى التوجّه إلى الله سبحانه في الطاعة والعبادة ، ومن هنا ستتحقّق الهداية التشريعيّة للإنسان. إذن فالهداية التكوينيّة تقود إلى الهداية التشريعيّة ، قال تعالى : (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ) (١).
وقال سبحانه : (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ) (٢).
إنّ كلّ كائن في الوجود يسير إلى كماله المنشود وفق السنن الإلهيّة المرسومة ، فهذه البذرة ـ بعد استكمال العلل والأسباب والشرائط ـ تصبح شجرة ، وهذه النطفة تتوجّه في مسيرتها التكامليّة لتصبح حيواناً أو إنساناً ، وهذا ما نطلق عليه الهداية الإلهية العامّة.
ويشهد لذلك ما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله : كلُّ مولودٍ يُولَد على الفطرة. يعني على المعرفة بأنّ الله عزّ وجلّ خالقه (٣).
وما ورد عنه صلى الله عليه وآله قوله : ما مِن مولودٍ إلّا يُولد على الفطرة ، فأبواهُ يُهوّدانِه ويُنصّرانِه ويُمجّسانِه (٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ طه : ٥٠.
٢ ـ الأعلى : ٢ ـ ٣.
٣ ـ التوحيد للصدوق : ٣٣١ / ح ٩.
٤ ـ صحيح مسلم ٨ : ٥٢.