عشائر المنتفق. وإنما هي عشائر مختلفة بينها ما هو من المنتفق وبينها ما هو من غيرها. وان الكثرة الموجودة في الالوية المجاورة مثل لواء الديوانية ولواء العمارة ولواء البصرة تعتبر منهم نظرا لما اقتطع من اللواء وألحق بالالوية المجاورة. والملحوظ أن الاجنبي يعدها بالنظر لمواطنها ، ولا يهمه أن تذكر الافخاذ مستقلة عن العشيرة. كما أورد ما هو من العشائر الزبيدية والحميرية ضمن هذه المجموعة. وبينها ما هو من ربيعة إلا أنه ذكر بين عشائر المنتفق.
واذا كان صاحب (سياحتنامهء حدود) عد أنها مختلطة بعشائر ليست منها فإنه لم يفرق بين هذه وبينها. وأوضح أن عشائر ألبو محمد من أم الجمل إلى قرية العزير (ع) كانت تعد تابعة لبني لام. وفي أيام داود باشا صارت تابعة قسما للمنتفق ، وما كان فوق أم الجمل صار تابعا لبني لام. ولم يلتفت إلى ان التقسيمات الادارية لا تجعلها تابعة إلا اسما في حين أنها من العشائر الزبيدية كما أنها تنطوي تحتها عشائر كثيرة ليست منها ولا تمت إليها بصلة نسب والاضطراب ظاهر في بيان أصل عشائر المنتفق.
وهنا يهمنا بيان العشائر الأصلية وما يمت إليها بقربى من العشائر الاخرى أو العشائر الملحقة. ومن ثم يزول ما حصل من ابهام نوعا. ولا يزال الأمر يحتاج إلى تحقيق والاكتفاء بذكر الحالة التي هم عليها دون بيان أنسابها وأصولها مع بيان ما هو خارج عنها نقص في التحقيق.
والكل ـ ما عدا القحطانية ـ يمت إلى نجار واحد ، وتجمعهم القربى. ومن ثم توسع القوم في لفظ (المنتفق) فأطلق على الكل ممن يتصل بهم وان لم يكن منهم أو يتصل بجد واحد. وصار يطلق على محل نفوذ المنتفق وسطوتهم. والتلازم بين العشائر والارضين غير منفك. وقد مر بنا معنى المنتفق.
وما جاء في رسالة (خبر صحيح) من ان مدلول المنتفق بدأ بالشبيبيين فغير وجيه ولا يأتلف والمعروف قديما. قال ساقوهم إلى الاتفاق فصار المتفق. ثم زيدت فيه (نون) فقيل المنتفق وهذا خلاف ما هو معروف