الخليفة جهز أعراب البوادي (١) ... ولم يذكر أسماء قبائلهم ... والملاحظ أن كتب الأنساب لم تعرّف الصلة في القبائل المعاصرة إلا قليلا ومع هذا نرى العصور التالية لم تستمر في التبيان ، ولم تدوّن التبدلات ، ولا عينت الأفخاذ دائما ونجد العناء كل العناء في تعيين وقائع القبائل باستنطاق مؤرخين كثيرين وتقريب النصوص التاريخية مع بعضها ليتيسر الإيضاح ، وفي الغالب يمتنع ..
وخير معين لمعرفة العشائر كتب الأنساب وكتب الأدب وكتاب الأغاني ، والعقد الفريد ، وأكثر الدواوين لمشاهير الشعراء ، وأما كتب التاريخ فإنها تذكر بعض المباحث عن قبيلة بقصد أو بدون قصد فيستفيد الباحث منها. ومن أهم المراجع ابن خلدون فإنه كان ذا علاقة بالقبائل واتصال بها ، يبحث عنها أحيانا فيوفي الموضوع حقه في نظرات صادقة ، وإيضاح نافع يصلح للاستفادة. ومثله كتب ابن حجر سواء الدرر الكامنة أو أنباء الغمر في أبناء العمر فإنه كاد يضارع ابن خلدون في طريقته ...
ومن هذه المراجع وغيرها ظهر لنا ان التاريخ لم يدوّن كافة هجرات القبائل إلى الانحاء ولا عرّف بتجوالاتها ، أو ما أحدثته من حركة أو سير تاريخي لا كل قبيلة ولا بصورة عامة ... ذلك ما دعانا أن نفتش عما فيها من شعلة ـ ولو ضئيلة ـ لنسير على نورها .. ولما كان عملنا فرديا فلا يؤمل منه الكمال وإنما يتم بإضافة جهود الآخرين وتأملاتهم وتتبعاتهم في الموضوع وابداء ملاحظاتهم الوافية فيضاف ما فات ، أو أهمل ...
أما الكتب الحديثة عن العشائر فإن فائدتها محدودة وقليلة. ومهما يكن فمراجعنا مؤلفات كثيرة نكتفي بوصف بعضها مما يخص القبائل ، والباقي يتعين بالنقل عنه في محله ...
وهذه أشهر المراجع الخاصة بعشائر العراق أو بالقبائل بصورة عامة :
__________________
(١) تاريخ العراق بين احتلالين.