« لقاء الله » ، وحاصل هذا الجواب هو تعميم « العلم الحضوري » إلى علم الإنسان بنفسه وعلمه بعلّته التي هو قائم بها.
فالإنسان في ذلك المشهد الاُخروي يجد حضوره عند خالقه وبارئه ، وذلك لأنّه لا حقيقة للمعلول إلاّ قوامه بعلّته ، وتعلّقه به كتعلّق المعنى الحرفي بالمعنى الاسمي ، فالإنسان في ذلك المشهد لأجل كما له يجد ذلك التعلّق ، ويجد نفسه حاضراً عند بارئه حضوراً حقيقياً لا حصولياً ، فكم فرق بين أن يتصوّر الإنسان تعلّقه بعلّته ، أو ينتزع صورة من علّته فيصل إليه ببركة الصورة ، وبين أن يجد تلك الواقعية بوجودها الخارجي ، فذلك الحضور والشهود شهود بعين القلب ، وحضور بتمام الوجود لا يصل إليه إلاّ الأوحديّ في الدنيا ، وكما يصل أكثر المؤمنين في العالم الآخر وثبوت الرؤية بهذا المعنى لا تضر بالعدلية ولا تنافي مسلكهم ، وإنّما الكلام في الرؤية بالمعنى العرفي.
ونختم المقال بالمروي عن سيّد الموحّدين في مناجاته المعروفة بالمناجاة الشعبانية يقول : « إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك ، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة ... . ».