نجل السلاطين من سلالة أحمد |
|
أعظم بفخره عابد الرحمان |
وكيف لا وهو شريف المنتمى والحسب وعلوي المقدار والنسب ، وحسني الأخلاق والتفرع عن سيد العجم والعرب. أدام الله له نصرا وتأييدا ومهد له الأيام حتى تكون الأحرار لعبيده عبيدا. ووفر من سوابغ النعم حظوظه وأقسامه وأظفر بأعناق الأشقياء حسامه. ومد على الدنيا بساط سعده ووهب له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، وجعل الخلافة كلمة باقية في عقبه (١) وبارك في عمره ومتع الأنام به.
وألهمه لأن يوجه نائبا عنه لعظيم جنس الفرنسيس (٢) ، لمصلحة تعود على المسلمين والإسلام ، حسبما اقتضاه حسن نظره السديد ورأيه الموفق الرشيد ، وجريا على عادته في الحرص على انتظام أمر الخاص والعام. ولم يزل هذا من دأب أيمة الأمة وحماة الملة ، فقد كان النبي صلى عليه وسلم يبعث لذلك كبراء أصحابه وفيه أسوة ، وتابعه على ذلك الخلفاء الراشدون والأيمة المهتدون (٣) حسبما يعلم من محله.
__________________
(١) كان سلاطين المغرب قبل عهد الحماية الفرنسية ، يصرون على الجمع بين لقب «الخليفة» بكل ما ينطوي عليه من معان روحية ، ولقب «السلطان» الذي يرمز إلى أن الأساس الذي تقوم عليه مشروعيتهم في الحكم لا ينحصر في نفوذهم العائلي والسياسي فحسب بل يشمل أيضا سلطتهم الدينية. وعن موضوع الخلافة ، انظر :
H. A. R. Gibb," The Sunni Theory of the Caliphate", in Studies on the Civilization of Islam, eds. Stanford J. Shaw and William R. Polk) Boston, ٢٦٩١ (, pp. ١٤١ ـ ٠٥.
وانظر كذلك مادة «خليفة» في : SEI ,S.V."Khalifa "
(٢) كان اللقب الرسمي الذي يحمله لوي فليب (Louis ـ Philippe) (١٨٣٠ ـ ١٨٤٨) هو ملك فرنساRoi) (de France ، غير أن الصفار كلما أشار إليه في بعض صفحات الرحلة كان يذكره بلفظة «سلطان» عوضا عن «ملك» ، وذلك اقتداء بما كان معمولا به في تحرير المراسلات المخزنية.
(٣) وفي ذلك إشارة إلى الخلفاء الأربعة الذين تحملوا أعباء الخلافة بعد وفاة الرسول بالعدل والاستقامة وحسن التدبير ، مما جعلهم يصبحون قدوة ونموذجا مثاليا للأجيال اللاحقة من المسلمين.