الحكام ومكانة الجيش (فرق الإنكشارية) في النظام السياسي وخاصة الفرق المتجولة في الريف (المحلات) التي تعتبر أساس النظام السياسي والهياكل الإدارية ، كما تعرفنا على طبيعة السياسة الدفاعية للحكام وطريقة تعاملهم مع الدول الأوربية.
٣. تقدم عرضا شاملا وملاحظات دقيقة عن السياسة الجبائية لحكام المغرب العربي في القرن الثامن عشر القائمة على تجريد الحملات العسكرية ، وانتهاج أسلوب الشدة مع سكان الريف ، مما أثر سلبا في فترة لا حقة على صلة السلطة (البايليك) بالسكان (الرعية) ، وأدى إلى حدوث انتفاضات خطيرة زادت في ضعف تلك الأجهزة الحاكمة وجعلها منغلقة على نفسها وعاجزة عن مواجهة الضغوط الأوربية المتزايدة.
٤. تلقي الضوء على الجو السائد والظروف التي نتجت عن احتلال الإسبان لوهران ، وتقدم لنا وصفا دقيقا عن الاستعدادات التي قام بها حكام الجزائر وعن تفاعل السكان مع هذا الجهد وموقفهم المعادي للأوربيين الذين اعتبروهم عيونا للإسبان في استيلائهم مجددا على وهران والمرسى الكبير (١٧٣٢) بعد أن طردوا منهما سنة ١٧٠٨.
٥. تظهر الرحلة مدى اهتمام الأوربيين بعالم البحر المتوسط وخاصة الولايات العثمانية منه ، وتوجههم لدراسة الأوضاع الطبيعية والأحوال الاجتماعية والإمكانات الاقتصادية السائدة به ، مما سوف يوفر للسياسيين والعسكريين في فترة لاحقة معلومات تساعدهم على تحديد سياساتهم وتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية.
٦. تؤكد الرحلة تواصل الأوربيين مع الحضارة الرومانية ، وتظهر مدى عنايتهم برصد الآثار الرومانية ، فقد كانت هذه الآثار الشغل الشاغل لصاحب الرحلة ، فهو يحرص على الوقوف عليها ، ويحاول جاهدا التعرف على دلالاتها وهو بذلك يعبر عن توجه أوربي لإحياء معالم الحضارة الرومانية بشمال إفريقيا ، وذلك قبل أن تتكفل البعثات الأثرية بالتنقيب عنها ودراستها في القرن التاسع عشر.