مفرغة المرارة من تقعيرها (١). وبالحقيقة فإن هذا العرق إنما ينبت من الكبد ، ويتجه إلى السرة ، إلى (٢) المشيمة ، ويتفرق هناك ، فيصير عرقين ، ويخرج ويتحرك فى المشيمة إلى فوهات العروق التي في الرحم. على أنا (٣) كثيرا ما نتوسع في هذه الأبواب ونبنى الكلام على مذهب (٤) الأطباء بعد أن يكون المعتمد الأصل الذي أعطينا المتعلمين.
وهذه العروق يعرض لها شيئان : أحدهما أنها عند فوهات التلاقى أدق ، فكأنها أطراف الفروع ؛ وأيضا فإنها أولا تحمر من هناك ، فيظن أنها (٥) تنبت من هناك ، لكنها إنما تحمر هناك لأنها تأخذ الدم من هناك. فإن اعتبرت سعة الثقب أوهم أن الأصل من الكبد ، وإن اعتبرت الاستحالة إلى الدموية أوهم أن الأصل من المشيمة. لكن الاعتبار (٦) الأولى هو اعتبار الثقب والمنافذ. وأما الاستحالات فهى كمالات للسطوح المحيطة بالثقب ، ولذلك (٧) فإن الشرايين تجتمع (٨) إلى شريانين (٩) إن أخذت الابتداء من المشيمة وجدتهما ينفذان من السرة إلى الشريان الكبير الذي على الصلب متوكئين على المثانة ، فإنها أقرب الأعضاء التي يمكن أن يستند إليه هناك مشدودين بها بأغشية للسلامة ، ثم ينفذان في الشريان الدائم الذي لا ينفسخ في الحيوان إلى آخر حياته ؛ فهذا هو ظاهر قول الأطباء. وأما في الحقيقة فهما شعبتان منبتهما الحقيقى من الشريان ، وعلى القياس المذكور. ويقول الأطباء : إنهما لم يصلح لهما أن يتحدا ويمتدا إلى القلب لطول المسافة واستقبال الحواجز ، ولما قرب مسافتهما من المتصل به لم يحتاجا إلى الاتحاد. ويذكرون أن الشريان والوريد النافذين من القلب إلى الرئة لما كان لا ينتفع بهما في ذلك الوقت في التنفس منفعة عظيمة ، صرف نفعهما (١٠) إلى الغذاء ، فجعل لأحدهما إلى الآخر منفذ ينسد عند الولاد (١١). وإن الرئة إنما تكون حمراء في الأجنة ، لأنها لا تتنفس هناك ، بل تغتذى بدم أحمر لطيف وإنما يبيضها مخالطة الهوائية.
__________________
(١) تقعيرها : تقعرها د.
(٢) إلى (الثانية) : من ب.
(٣) أنا : أن ط.
(٤) مذهب : مذاهب د ، سا.
(٥) أنها : أنهما م ؛ ساقطة من ط.
(٦) اعتبار : ساقطة من م.
(٧) ولذلك : وكذلك د ، سا ، ط
(٨) تجتمع : مجتمع ط
(٩) شريانين : شرايين م.
(١٠) نفعهما : نفعها د ، سا.
(١١) الولاد : الولادة ط.