سببُ حياة النار فجازت إضافتها وما يتعلق بها إليه.
السوْء : الرَّداءة والفساد ، فوصف به كما يوصف بالمصادر. وقال أبو زيد : سمعت بعض قيس يقول : هو رجل سوْء ورجلان سوْءان ورجال أسْواء ، وأكثر الاستعمال على الإِضافة ، تقول : رجلُ سوْءٍ ، وعملُ سوْءٍ. ومنه قوله تعالى : (ظَنَّ السَّوْءِ*) [الفتح : ٦].
ألا أنْبِئُكم بخير دُور الأنصار؟ دُورُ بني النَّجار ، ثم دُورُ بني الأشْهَل ، ثم دُورُ بني الحارِث ، ثم دُورُ بني ساعدة ، وفي كل دور الأنصار خير.
دُور القوم وديارُهم : منازل إقامتهم ، ومنه قولهم : ديار رَبيعة و[ديار] مُضر للبلادِ التي أَقاموا بها ، وأما قولهم : دُورُ بني فلان يريدون القبائلَ ، ومَرّت بنا دارُ بني فلان ؛ أيْ جماعتُهم ، وكذلك قولهم : بيوتُ العرب وبيوتاتُها والمراد أحياؤها ، وهي في الأصل الأخبية ، فعلَى أنّ أصلَه أَهلُ الدُّور وأهلُ البيوت فحذف المضاف واستمر على حَذْفه ، كقولهم : قُرَيش ومُضَر. ومنه الحديث : ما بقيت دارٌ إلا بني فيها مسجد ؛ أي قبيلة.
[دوأ] (*) : قال صلى الله عليه وآله وسلم : مَنْ سَيِّدُكم يا بَني سَلِمة؟ قالوا : الجَدّ بن قَيْس ، على أنا نُبَخِّلُه. فقال : وأيُ داءٍ أدْوَأ من البُخْل؟ بل سيِّدكم الجَعْد القَطَط عمرو بن الجَمُوح ، فقال بعض الأنصار :
وسُوِّد عَمْرو بن الجَمُوح لجُوده |
|
وحَقَّ لعمرو ذي الندى أنْ يُسَوَّدَا |
إذا جاءهُ السُّؤّالُ أَنْهَبَ مالَه |
|
وقال خذوه إنه عائد غدَا |
وليس بخاطٍ خَطْوَةً لدنيّةٍ |
|
ولا باسطٍ يوماً إلى سوْءةٍ يَدا |
فلو كنتَ يا جدّ بن قيس على التي |
|
على مثلِها عمروٌ لكنتَ المسوَّدا. |
دَاء الرجلُ يَدَاء داءً فهو داءٌ ، والمرأة داءَةٌ ، وتقديرهما فَعِل وفَعِلة.
وفي كلام بعض الأعراب : كحلني بما تُكحل به العيون الدّاءة ؛ فهو نظير شَاءَ في أن عينَه حرفُ عِلّة ، ولامُه همزة أصلية غير منقلبة ، وأما دَوِيَ يَدْوَى دوًى فهو دوٍ فتركيبٌ برأسه. وليس لقائل أن يقول : إنّ دَاءَ من دَوِيَ قلبت واوُه ألفاً ، وياؤه همزة ، وجمع بين إعْلالَيْن.
الجَعْد : الكريم الجواد ، وإذا ذُكِرَتِ اليدُ فقيل : جَعْد اليدين وجَعْد البَنَانِ وجَعْد الأصابِع فهو اللئيم البخيل ، ويقال في ضدّه : سَبْط البنان ، ويده سَبْطة. وقد جاء القَطط تأكيداً له في المعنيين جميعاً ؛ فقالوا : للكريم : جَعْد قَطَط ، وللّئيم جَعْد اليديْن قَطط ، قال :
سَمْح اليدين بما في رَحْل صاحبه |
|
جَعْد اليدين بما في رَحْله قَطَطُ |
__________________
(*) [درا] : ومنه في حديث أم زرع : كل داء له داء. ومنه حديث العلاء بن الحضرمي : لا داء ولا خبثة. النهاية ٢ / ١٤٢.