وصواباً. قال القطاميّ :
والناس مَنْ يَلْقَ خَيْراً قائِلُون لهُ |
|
ما يَشْتَهِي وِلامّ المُخْطِىء الهَبَلُ (١) |
أراد من استغنى وأصاب ثَرْوة مَدَحوه وأَحْسَنوا فيه القولَ. ويقولون للفقير : هبلته أمّه.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم إليك أرْفَعُ حَوْبَتي.
وفي حديثه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إن رجلاً أتاه ، فقال : إني أَتيتك لأُجاهِدَ مَعك. فقال : ألك حَوْبة؟ قال : نعم! قال : ففيها فَجَاهِدْ.
هي الحُرْمة التي يأَثم في تَضْييعها ؛ من أمّ أو أخت أو بنت ، والتقدير ذات حَوْبة. قال الفرزدق :
*لحَوْبة أمّ ما يَسُوغ شَرَابُها (٢) *
ومنه الحديث : اتقوا الله في الحَوْبات. الربا سبعون حَوْباً أَيْسَرُها مِثْلُ وُقوع الرَّجُل على أُمّه ، وأَرْبَى الرِّبا عِرْضُ المُسْلِم.
هو الفنّ والضَّرْب. قال ذو الرُّمّة :
تَسْمَع في تَيْهَائِه الأَغفال |
|
حَوْبَيْنِ مِنْ هَمَاهِمِ الأَغْوَالِ (٣) |
وهذا أيضاً من الباب ؛ لأنه فن مما لا يُرْتضى.
[حوج] (*) : قال صلى الله عليه وآله وسلم للذي باع له القَدَح والحِلْس فيمن يزيد :
__________________
(١) قبله :
قد يدرك المتاني بعض حاجته |
|
وقد يكون مع المستعجل الزلل |
والبيت من البسيط وهو في ديوان القطامي ص ٢٥ ، وجمهرة أشعار العرب ٢ / ٨٠٥ ، وديوان المعاني ١ / ١٢٤ ، وهو للأعشى في تخليص الشواهد ص ١٠٢ ، وخزانة الأدب ٥ / ٣٧٧ ، وبلا نسبة في لسان العرب ٧ / ١٢٠ (بعض) ، ومجالس ثعلب ص ٤٣٧.
(٢) صدره :
فهب لي خنيسا واتخذ فيه منه
والبيت في لسان العرب (حوب).
(٣) البيت في ديوان ذي الرمة ص ٤٨٣ ، ورواية العجز في الديوان :
فنين من هماهم الاغوال
(*) [حوج] : ومنه الحديث : قال له رجل : يا رسول الله ما تركت من حاجة ولا داجة إلا أتيت. النهاية ١ / ٤٥٦.