قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ الأدب الجغرافي العربي [ ج ١ ]

تاريخ الأدب الجغرافي العربي

تاريخ الأدب الجغرافي العربي [ ج ١ ]

تحمیل

تاريخ الأدب الجغرافي العربي [ ج ١ ]

374/469
*

مخطوطات (١٣١) وتوجد أفضل نسخة فى مخطوطة باريسية لمعجم برعلى (١٣٢). أما الأصل الذى اعتمد عليه ابن العبرى فى وضع المصور فيرتفع إلى القرن الثانى عشر (١٣٣) مكملا بهذا سلسلة مصورات العالم المستديرة المعروفة لنا من قبل ولكن لا علاقة له «بأطلس الإسلام» على الرغم من أنه يقسم العالم إلى سبعة أقاليم. ويقول عنه خبير الكارتوغرافيا العربية ميلرMiller إنه «من أصل إغريقى عربى انتقل إلى السريان دون شك من مصدر عربى» (١٣٤) ، ويرى أن فيه ما يذكر بالإدريسى (١٣٥). ولم تجد المسألة حلا شافيا عند أول من قام بنشر هذا الأثر وهما شابوChabot وغوتهيل Gottheil ؛ وأول من استطاع أن يلقى ضوءا على مصادره هو هونغمان Honigmann الذى تمكن أثناء تحليله للأسماء الجغرافية (١٣٦) أن يثبت بنصيب واف من الاحتمال أن هذا الأثر يرتبط بالبيرونى أكثر من غيره (١٣٧) ، وقد ثبت من مصنف آخر لابن العبرى أن مؤلفنا كان على معرفة بمصنفات ذلك العالم الجليل. وعلى أية حال فهذه الخارطة تعد أفضل نموذج للكارتوغرافيا عند السريان (١٣٨) وتمثل أوج ما بلغه تطور هذا الفن عندهم.

ويقدم لنا هذا العصر فى الأدب السريانى أثرا آخر فى الجغرافيا فريدا فى بابه هو وصف رحلة قام بها أحد الأويغور من الصين الشمالية إلى العراق ومصر ، وهو مصنف لا شبيه له من حيث موضوعه فى جميع الأدب العربى لذلك العصر ؛ وقد حفظ لنا هذا الأثر فى سيرة الجاثليق ماريا باللاها الثالث (١٢٨١ ـ ١٣١٧) التى كتبها معاصر له مجهول الاسم (١٣٩). وتتلخص قصة الرحلة فى أن اثنين من الرهبان النساطرة أصلهما من شمال الصين ، وهما الراهب الذى أصبح فيما بعد الجاثلين ماريا باللاها ومعلمه ربان برصوما ، قد عقدا العزم على الحج إلى بيت المقدس فخرجا من خانبالق مارين فى طريقهما على كاشغر وتركستان الصينية حتى بلغا العراق ، وهناك علما أن الطريق إلى بيت المقدس مقفل بسبب اشتعال نيران الحرب ؛ وبما أن الرجوع إلى وطنهما قد بدا لهما أمرا مستحيلا فى ذلك الوقت فقد اضطرا إلى البقاء بالعراق بصفة دائمة ولم يلبث أحدهما أن أصبح جاثليقا للنساطرة وحاز الآخر وهو برصوما على ثقة الايلخان المغولى أرغون (١٢٨٤ ـ ١٢٩١) الذى تمتع الجوينى برعايته. ونظرا لرغبة الخان فى توثيق علاقاته بالحكام الأوروبيين فقد وجه ببرصوما فى عام ١٢٨٧ مبعوثا إلى رومه فأخذ الأخير طريق البحر من القسطنطينية إلى إيطاليا وهناك شهد ثوران بركان اتنا فى أواخر يوليو ١٢٨٧ وزار رومه وجنوه وباريس وتعرف عن كثب على جامعة الأخيرة ، ثم أمضى الشتاء بجنوه التى يثنى ثناء عاطرا على طقسها اللطيف وأقام برومه بعض الوقت قبل أن يأخذ طريق العودة فى عام ١٢٨٨. وتوفى برصوما ببغداد عام ١٢٩٣ ، ويفترض البحاثة (١٤٠) أن سيرة ماريا باللاها ووصف هذه الأسفار من وضع مؤلف مجهول اعتمد على مذكرات برصوما نفسه لأن بعض التفاصيل تتميز بحيوية ووضوح يحتاجان إلى شاهد عيان (١). وبالطبع

__________________

(*) ظهرت فى الآونة الأخيرة ترجمة روسية لهذا الكتاب الذى عرف من قبل فى ترجمتين فرنسية وإنجليزية. (المترجم)