إلّا المصلين
«قال الله عزوجل : * (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ)(١) * فاستثنى الله تعالى نبيَّه المصطفى ، وأنت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق ، فما أعمَهَ من ظلمك عن الحق» :
اللغة : الهلع : الحرص ، وقيل : الجزع ، وقلة الصبر ، وقيل : هو أسوء الجزع ، وأفحشه ، هلع ، يهلع ، هلعاً ، وهلوعاً.
والشر : السوء ، وضد الخير.
والجزوع : ضد الصبور على الشر ، والجزع نقيض الصبر ، جزع (بالكسر) : يجزع ، جزعاً ، فهو جازع ، وجزع ، وجزوع ، وقيل : إذا كثر منه الجزع ، فهو جزوع.
والعَمَه : التحيُّر والتردد ، وقيل العَمَه : التردد في الضلال (٢).
وفي تفسير الميزان : (الهلوع : صفة مشتقة من الهلع (بفتحتين) : وهو شدة الحرص ، وذكروا ـ أيضاً ـ أنَّ الهلوع تفسره الآيتان بعده ، فهو الجزوع عند الشر ، والمنوع عند الخير ، وهو تفسير سديد ، والسياق يناسبه) (٣).
الهلع من الصفات المتأصلة في بني البشر ، فالإنسان بطبعه يجزع ويتضجر إذا مسه شر ، ويلاحظ ذلك بوضوح عندما يحل به مرض ، أو فقر ، أو ما شابههما ،
__________________
(١) المعارج ٧٠ : ١٩ ـ ٢٢.
(٢) لسان العرب.
(٣) تفسير الميزان ٢٠ / ١٣.