قرآنا هو ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا * وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) (١) .
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : في قراءة أُبيّ (وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكر له) (٢) ، وهي في القرآن هكذا ( وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ) (٣) .
___________
=
يصرح به الإمام أن تلك الزيادة تفسيرية ، أُنزلت من عند الله عزّ وجلّ : عن عبد الله بن زرارة قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : اقرأ مني على والدك السلام ... إلی قوله عليه السلام : فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ، ويكون بذلك منا دفع شرهم عنك ، يقول الله عزّ وجلّ : ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ) ، هذا التنزيل من عند الله : (صالحة) .
ومن نظر بتأمل في بعض ما روي من القراءات الشاذة للصحابة لا يخفی عليه الدور الخطير الذي لعبه التنزيل في هذه المسألة ، إذ كان بعض الصحابة يقرأه كقرآن منزل بلا فرق ، وكونه من التنزيل يصحح ما نسبه بعض الصحابة للنبي صلی الله عليه وآله وسلم أنه قرأ بهذه الزيادة ، كما في الرواية الأُولى ، تكلمنا عن التنزيل بما فيه الكفاية في أول الأبحاث فراجع .
(١) الكهف : ٧٩ ـ ٨٠ .
(٢) الدر المنثور ٤ : ٢٣٦ : ٢٣٦ .
(٣) الكهف : ٦٣ .