ذهبت عيناه ، فقلت : يا أبا خالد ! ما فعلت العينان الجميلتان ؟ قال : ذهب بهما بكاء الأسحار (!) .
قال سمعت إسماعيل بن عبيد وهو ابن أبي كريمة قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : القرآن كلام الله لعن الله جهما ومن يقول بقوله كان كافرا جاحدا .
سمعت أبا بكر يحيى بن أبي طالب يقول : كنا في مجلس يزيد يعني بن هارون ، فألحوا عليه من كل جانب ، يسألونه عن شيء وهو ساكت لا يجيب حتى إذا سكتوا ، قال يزيد : إنا واسطيون . يعني ما قيل : تغافل كأنك واسطي .
حدثني أبو نافع ابن بنت يزيد بن هارون قال : كنت عند أحمد بن حنبل وعنده رجلان ، ـ وأحسبه قال شيخان ـ قال : فقال أحدهما : يا أبا عبد الله رأيت يزيد بن هارون في المنام ، فقلت له : يا أبا خالد ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي وشفعني وعاتبني ، قال : قلت : غفر لك وشفعك قد عرفت ، ففيم عاتبك ؟ قال : قال لي : يا يزيد أتحدث عن جرير بن عثمان ؟ قال : قلت : يا رب ما علمت إلا خيرا ! قال : يا يزيد : إنه كان يبغض أبا حسن علي بن أبي طالب .
قال : وقال الآخر : أنا رأيت يزيد بن هارون في المنام ، فقلت له : هل أتاك منكر ونكير ؟ قال : أي والله ، وسألاني من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ قال : فقلت : ألمثلي يقال هذا ! وأنا كنت أعلم الناس بهذا في دار الدنيا ؟! فقالا لي : صدقت ، فنم نومة العروس لا بؤس عليك .