هارون ، وقال في موضع آخر : ما رأيت أحدا أحفظ عن الصغار والكبار من يزيد بن هارون .
قال : سمعت أحمد بن أبي الطيب يقول : سمعت يزيد بن هارون وقيل له : إن هارون المستملي يريد أن يدخل عليك (يعني في حديثك) فتحفظ ، فبينا هو كذلك إذ دخل هارون : فسمع يزيد نغمته ، فقال : يا هارون ! بلغني إنك تريد أن تدخل علي في حديثي فاجهد جهدك ، لا أرعى الله عليك إن أرعيت أحفظ ثلاثة وعشرين ألف حديث ولا بغى ، لا أقامني الله إن كنت لا أقوم بحديثي .
حدثنا الفضل (يعني بن زياد) قال : سمعت أبا عبد الله ـ أحمد بن حنبل ـ وقيل له : يزيد بن هارون له فقه ؟ قال : نعم ، ما كان أفطنه وأذكاه وأفهمه ، قيل له : فابن علية ؟ فقال : كان له فقه إلا أني لم أخبره خبري يزيد بن هارون ، ما كان أجمع أمر يزيد صاحب صلاة حافظ متقن للحديث صرامة وحسن مذهب .
حدثني أبي قال : يزيد بن هارون واسطي سلمي يكنى أبا حذيفة ثبت في الحديث ، وكان متعبدا حسن الصلاة جدا ، وكان قد عمى ، كان يصلي الضحى ست عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل ، وقال : ما أحب أن أحفظ القرآن حتى لا أخطئ فيه شيئا ، لئلا يدركني ما قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في الخوارج : يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية (!) .
سمعت الحسن بن عرفة
بن يزيد العبدي يقول : رأيت يزيد بن هارون بواسط ، وهو من أحسن الناس عينين ، ثم رأيته بعين واحدة ، ثم رأيته وقد