قائمة الکتاب
سورة الجمعة ، فضل الجمعة ـ من هم الاميون؟بشارات توراتية محمدية
٣٢٣
إعدادات
الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٢٨ ]
الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٢٨ ]
تحمیل
دخل زمن الغيبة فأصبحت الجمعة مشروطة بإقامتها بعد إطلاقها؟! إذا ف «إذا» هذه ليست شرطية ينتفي جزاؤها بانتفاء فعلها ، إنما وقتية توحي بأن صلاتها يوم الجمعة تفرض عند الأذان ، ولا صلاة هكذا إلا صلاة الجمعة.
ثم لو كانت هي إقامتها ، فمجهولية المقيم لها في «نودي» تجهّل وتسفّه المترددين في : من يقيمها؟ فلو كانوا أشخاصا خصوصا لأشير إليهم ، فالفعل المجهول هنا علامة الإطلاق ، وأن المقيم لا شرط فيه ، اللهم إلا الشرط العام لأئمة الجماعات : (العدالة) إضافة إلى الخاص بالجمعة : (القدرة على الخطبتين).
أقول : إنما النداء هنا كما في غيرها من الصلوات اليومية هي : الأذان ، ولا نعرف إسلاميا نداء للصلوات سواه إلا للعيدين والأموات ، فهو نداء حقا ، ولمكان الحيعلات الثلاث ، التي تحيّي وتحرّض المسلمين لحضور الصلاة وإقامتها ، وبالضرورة الإسلامية لم يعهد نداء لصلاة الجمعة غير الأذان ، وضرورة اخرى ان الأذان ليس شرطا لوجوب الصلاة.
ولكي يخفق الكفار هذا الصوت المدوي العالي من على المآذن ـ كانوا ولا يزالون ـ يتخذونه هزوا ولعبا ، (وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (٥ : ٥٨) وقد أطبق المفسرون على أنها الأذان ، يتخذه الكفار هزوا ولعبا إهانة لها وللصلاة ، ومهانة في تصميم المسلمين لها.
فآيتا النداء ـ إضافة إلى إجماع المفسرين والروايات ـ تدلاننا أن ليس النداء هنا إلا الأذان المؤذن لوقت فريضة الجمعة عند الزوال ، فهل إن الأذان شرط لوجوب السعي إلى صلاة الجمعة لمن يسمعه؟ أم الشرط هو واقع الأذان ، وإن لم يسمعه ، إذا علم بدخول الوقت؟ أم الشرط هنا ليس إلا دخول الوقت ، وليس الأذان إلا إيذانا له ، سواء أكان بنية فريضة الجمعة أو سواها؟ ف «إذا نودي» لا يعني إلا حلول الوقت المعلوم بالأذان غالبا ، إذ لم تكن الشواخص وقتئذ منصوبة في كل مكان ، ولا أية وسيلة اخرى تؤذنهم بحلول الوقت إلا الأذان ، والجاهل بالوقت لا يكلف بالفريضة الوقتية ، ولا أظن فقيها يظن أن واقع الأذان أو سماعه أو نية كونه للجمعة ، شرط لوجوبها ، فلم يقل «إذا نودي