الشعر إذا خلصت بعضه من بعض ، وبيّنت مخطّ وسطه بالمدرى او الإصبع.
هكذا يفرق فيها كل أمر حكيم ، للرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فرق للقرآن المحكم عن أم الكتاب ، وفرق لكل محكم يحتاجه الرسول في ولايته الرسالية ، وللائمة من آل الرسول فرق واحد هو الثاني.
فيها يتضح لولي الأمر كلما أحكم له وأجمل قبلها ، كما فرق القرآن ولم يكن الرسول يعلمه قبل إنزاله من أم الكتاب.
ترى لمن يفرق فيها كل أمر حكيم بما تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر ، إلّا لولي الأمر؟ وهل ترى أنه كل من تولى أمر الامة أيا كان؟ ومنزل الملائكة والروح ليس إلّا قلب محمد او قلب محمدي! وكما في حوار لباقر العلوم (عليه السلام) (١) و (كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) هنا هو (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) في
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٦٢١ ج ١٠ في اصول الكافي باسناده الى أبي جعفر الباقر (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) فان قالوا : من الراسخون في العلم؟ فقل : من لا يختلف في علمه ، فان قالوا : فمن هو ذاك؟ فقل : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صاحب ذلك فهل بلغ أولا؟ فان قالوا : قد بلغ فقل : فهل مات (صلى الله عليه وآله وسلم) والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فان قالوا : لا ـ فقل ان خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مؤيد ولا يستخلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الا من يحكم بحكمه والا من يكون مثله الا النبوة ، وان كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع في أصلاب الرجال ممن يكون بعده ، فان قالوا : فان علم رسول الله كان من القرآن ، فقل : (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ ـ) الى قوله ـ (إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) فان قالوا لك : لا يرسل الله عز وجل الّا الى ـ