وتسبيحه ، وغيرهم يسبح كمن يعلم ، ف «كل» ممن في السماوات والأرض والطير أمّن ذا (قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) مهما اختلفت مراتب العلم والصلاة والتسبيح ، فالكون محراب شاسع تصلي فيه الكائنات لربها وتسبح ، ولكنما الإنسان الغافل المتجاهل قد يترك تسبيح المختار وصلاته عن إيمان (إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً)!
و «ألم تر» قد تعني الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن يعنيه من ذويه ، فهم يرون علم اليقين وعينه وحقه أن الكون كله يصلي ويسبح لله ، يرون ما يراه سواهم من تسبيح التكوين تدليلا على المكون ، وما لا يراه سواهم مما (لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) وكما يرون صنوف الصلاة والتسبيح! ولا تعني الرؤية هنا إلّا بالغ العلم والمعرفة كل حسب مستواه ومقتضاه.
ف (الطَّيْرُ صَافَّاتٍ ...) من ذا الذي يرى تسبيحها وصلاتها الجماعية في صفيفها ودفيفها إلّا من يوحى إليه مثل داود : (سَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) (٢١ : ٧٩) ومن ذا الذي يعلمها أنها تعلم صلاته وتسبيحه؟
و «كلّ» هنا تعم من في السماوات والأرض ومنهم الطير ، حيث تذكر كمثال لكل الحيوان ، مهما اختلفت صلاتهم وعلمهم لصلاتهم وتسبيحهم!
أترى (عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) تشمل من يعلمها ولا يصلي كالكفار من الجنة والناس؟! اللهم لا! لمكان «يسبح» فهو إذا علم العمل ويخص الصلاة والتسبيح عن علم ، فلا يعم التسبيح التكويني فإنه ليس عن علم.
تعال معي لننظر إلى الطير صافات في صلوة وتسبيحات بعد ما رأينا