...... |
|
واحطُطْ إلَهي بِفَضْل مِنْك أوْزَارِي |
وَلاَ يكونُ (حِطَّةً) منصوباً بنفسِ قُولُوا (١) لأَنَّ قلت وبابَها لا ينصب المفردَ ، إلاَّ أَنْ يَكُونَ تَرْجَـمَةَ الجملةِ ، وَذَلِك كَأَنْ يقول إنسانْ : لا إلهَ إلاَّ الله فتقول أَنْتَ قُلْتَ : حقّا ، لأَنَّ قَوْلَهُ : لا إِلهَ إِلاَّ الله حقٌ ، ولا تقول : قُلْتَ زيداً ولاَ عمراً ، ولاَ قلتَ قياماً وَلاَ قعوداً عَلَى أنْ تَنْصِبَ هَذَينِ المَصَدَرِينِ بِنَفْسِ قُلتَ لَمَا ذَكَرْتُهُ (٢).
وَقَرَأ أَبُو نَهِيك : (كَلاًّ سَيَكْفُروْنَ) (٣) بالتنوينِ (٤).
قَالَ أَبو الفتح : ينبغي أنْ تكونَ (كَلاًّ) هَذِهِ مَصْدَراً ، كَقَوْلِك : كَلَّ السيفُ كَلاً ، فَهوَ إذاً منصوبٌ بفعل مُضْمَر ، فَكَأَ نَّهُ لَمَّا قَالَ سبحانه : (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً) (٥) ، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ رَادا عَلَيْهِم : (كَلاًّ) أَيْ : كَلَّ هَذَا الرَّأيُ (٦) والاعتقادُ كَلاًّ وَرأَوا مِنْهُ رَأَياً كَلاًّ ، كَمَا يُقَالُ ضعفاً لِهَذَا الرأي
__________________
(٥) قال الزمخشري : فإنْ قلتَ هل يجوزُ أنْ يُنصبَ (حِطَّةً) في قراءة من نصبَها بقولوا على معنى قولوا هذه الكلمة؟ قلتُ : لا يبعد. وما جوّزه الزَّمخشري ليس بجائز لأنَّ القولَ لا يعمل في المفرداتِ إنّمَا يدخلُ على الجُمَلِ. الكشاف : ـ ط ـ بيروت : ١ / ١٤٣ والبحر المحيط : ١ / ٢٢٢.
(١) المحتسب : ١ / ٢٦٤.
(٢) من قوله تعالى من سورة مريم : ١٩ / ٨٢ : (كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ
ضِدّاً).
(٣) حرّك ابن خالويه الكافَ بالضَّمِّ فقال : (كُلاً) بالتنوين أبو نهيك. مختصر في شواذ القرآن : ٨٦.
(٤) سورة مريم : ١٩ / ٨١.
(٥) وقدره أبو حيَّان : كَلَّوا عَنْ عِبَادَةِ اللهِ كَلاًّ. انظر : البحر المحيط ٦ / ٢١٣.