وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ).
ثم وعلم القليل قد يشمل عدتهم وأسماءهم ، كما يروى عن علي (عليه السلام) أسماؤهم (١) والله أعلم بعدتهم وأسماءهم ، وهذا القليل يعلمهم بما علمهم ربهم ، وكما علمنا هنا عدتهم.
وإذا القائلون عن عدتهم بين راجم بالغيب وبين صادق (فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) .. فلما ذا المراء الباطن وأنت من هذا القليل العالمين بهم بما علمك ربك ، ولماذا تستفتيهم ، والراجم منهم بالغيب لا يستفتي والصادق يستفتيه إذ لا يعلمهم وأنت تعلمهم!
والمراء الظاهر هو الخالي عن العمق والاستبطان ، وأصل المراء من مريت الناقة إذا مسحت ضرعها للحلب ، وتسمى الجدال مراء لما فيها من إصرار المماري بالبحث ليفرغ خصمه كل ما عنده من الكلام فينتهي عنه.
فترك المراء معهم فيهم تجهيل لنفسه ، والمراء الباطن المستبطن استعلام ممن يجهل ، او وممن يعلم وهو (صلّى الله عليه وآله وسلم) يعلم فلما ذا يستعلم؟ والمراء الظاهر مماراة ومدارات احتسابا لما أوحى إليه ربه فحسبه ربه تعليما له ومراء معهم!.
ثم المراء غير ممدوح في باطنه دون ظاهره ، وان كان في حق والرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) زعيم بيوتا في الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا (٢) ف «إياكم والمراء والخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الإخوان
__________________
(١) في تفسير روح المعاني ج ١٥ : ٢٤٦ وروي عن علي كرم الله وجهه ان اسمائهم : يمليخا ومكشلينيا ومثلينيا وهؤلاء اصحاب يمين الملك ، ومرنوش ودبرنوش وشاذنوش وهؤلاء اصحاب يساره وكان يستشير الستة والسابع الراعي واسم كلبهم قطمير وذكر العلامة السيوطي في حواشي البيضاوي ان الطبراني روى ذلك عن ابن عباس في معجمه الأوسط بإسناد صحيح.
(٢) نور الثقلين ٣ : ٢٥٣ ٤٤٦ في كتاب التوحيد باسناده الى إسماعيل بن أبي زياد عن ـ