يجتمعان يتقدمه إسماعيل دونما استثناء! وفي التوراة تصديق ان إسماعيل بكر ولده (١).
«وكلا» من إسحاق ويعقوب (جَعَلْنا نَبِيًّا) رسولا رفيع المنزلة بين الرسل (وَوَهَبْنا لَهُمْ) ابراهيم وإسحاق ويعقوب (مِنْ رَحْمَتِنا) من طيبة الولادة والعلم والعمل الصالح ، رحمات متصلة بهم ومنفصلة عنهم ، ومن الثانية (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) وهو إجابة لدعوته : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) (٢٦ : ٨٤) وما الآخرون في البيئة الرسالية الصادقة إلا محمد وعترته المعصومون (عليهم السلام) فهم إذا لسان صدقه العلي!
هنا وان لم يذكر إسماعيل (عليه السلام) إذ لم يكن المقام محله ، فقد ذكر عاليا في لمحة (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) حيث الآخرون هم من نسل إسماعيل وهم لسان صدق لهم عليّ ينطق بالرسالة الصادقة والولاية الفائقة ما لم يسبق له مثيل.
ولسان صدق من اضافة اللسان الى أفضل حالاته وأشرف متصرفاته ، وعلّ اللسان وهنا لسانان : لسانهم الرسالي لأممهم ، المبشر بلسان صدق في الآخرين كما بشروا في كتاباتهم بالرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) ـ ولسان آخر منفصل عنهم يصدقهم فيما أرسلوا وبشروا وهو محمد خاتم النبيين ، لو لا لسانه الصدق عنهم ، المصدّق لهم لما صدقنا رسالاتهم (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ
__________________
ـ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ» (١٩ : ٥٤) «وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ» (٣٨ : ٤٨) «وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ» (٢١ : ٨٥)
(١) تكوين المخلوقات الاصحاح ١٦ ـ الآيات ١ ـ ٦ ومنها قول سارة زوجته «ادخل على جاريتي لعلي ارزق منها بنين (٢).