(٤٩) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ بالهجرة إلى الشّام وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ بدل من فارقهم من الكفرة وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا
(٥٠) وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا قيل الرّحمة النبوّة والأموال والأولاد وهي عامّة في كلّ خير دينيّ ودنيويّ ولسان الصدق الثناء الحسن عبّر باللّسان عمّا يوجد به كما يعبّر باليد عمّا يطلق باليد وهي العطيّة والعليّ المرتفع فان كلّ اهل الأديان يتولّونه ويثنون عليه وعلى ذرّيته ويفتخرون به وهي إجابة لدعوته حيث قال وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ.
والقمّيّ عن الزّكي عليه السلام : وَوَهَبْنا لَهُمْ يعني لإبراهيم وإسحاق ويعقوب (ع) مِنْ رَحْمَتِنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا يعني أمير المؤمنين.
وفي الكافي عن الصادق عن أمير المؤمنين عليهما السلام : لسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خير من المال يأكله ويورثه.
(٥١) وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً موحّداً أخلص عبادته عن الشّرك والرّياء وأسلم وجهه لله وقرئ بفتح اللّام اي أخلصه الله وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا قيل أرسله الله الى الخلق فأنبأهم عنه ولذلك قدّم رسولاً مع انه أخصّ وعلى.
في الكافي عن الباقر عليه السلام : انّه سئل عن هذه الآية ما الرّسول وما النّبي فقال النّبي الّذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك.
(٥٢) وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا مناجياً تقريب تشريف شبّهه بمن قرّبه الملك لمناجاته.
(٥٣) وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ معاضدة أخيه ومؤازرته إجابة لدعوته وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي فانه كان اسنّ من موسى (ع) هارُونَ نَبِيًّا في الإكمال : عاش موسى (ع) مائة وستّة وعشرين سنة وعاش هارون مائة وثلاثة وثلاثين سنة.
(٥٤) وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا.