عذبته ودفنته في الأرض حياً وادعى بعضهم انهم قتلوه وصلبوه وما كان الله ليجعل لهم سلطاناً عليه وإنّما شبّه لهم وما قدروا على عذابه ودفنه ولا على قتله وصلبه لأنّهم لو قدروا على ذلك لكان تكذيباً لقوله ولكن رَفَعَهُ اللهُ بعد ان توفاه.
والقمّيّ عن الباقر عليه السلام قال : ان عيسى عليه السلام وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا إليه عند المساء وهم اثنا عشر رجلاً فأدخلهم بيتاً ثمّ خرج من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء فقال ان الله أوحى إلي أنه رافعي إليه الساعة ومطهّري من اليهود فأيّكم يلقى عليه شبحي فيقتل ويصلب فيكون فيها معي في درجتي فقال شاب منهم انا يا روح الله قال فأنت هو ذا فقال لهم عيسى عليه السلام اما ان منكم من يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة فقال له رجل منهم انا هو يا نبي الله فقال عيسى أتحس بذلك في نفسك فلتكن هو ثمّ قال لهم عيسى اما انكم ستفرقون بعدي على ثلاث فرق فرقتين مفتريتين على الله في النار وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنة ثمّ رفع الله عيسى عليه السلام إليه من زاوية البيت وهم ينظرون إليه ثمّ قال ان اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى ان منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة وأخذوا الشاب الذي أُلقي عليه شبح عيسى عليه السلام فقتل وصلب وكفر الذي قال له عيسى عليه السلام يكفر قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة.
(٥٨) ذلِكَ إشارة إلى ما سبق من نبأ عيسى وغيره نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ المشتمل على الحكم أو المحكم الممنوع من تطرّق الخلل إليه يريد به القرآن أو اللوح المحفوظ.
(٥٩) إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ أي شأنه الغريب كشأن آدم خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ جملة مفسّرة للتمثيل مبيّنة لما له الشبه وهو انّه خلق بلا أب كما خلق آدم من التراب بلا أب وأم شبّه حاله بما هو أقرب افحاماً للخصم وقطعاً لمواد الشبه والمعنى خلق قالبه من التراب ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ أي أنشأ بشراً كقوله ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ وقدّر