لهم وجهه وبشره وأمّا المخالفون فيكلمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان فان ييأس من ذلك يكف شرورهم عن نفسه وإخوانه المؤمنين. ثمّ قال عليه السلام : إن مداراة أعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه وإخوانه وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في منزله إذ استأذن عليه عبد الله بن أبي بن سلول فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بئس أخو العشيرة ائذنوا له فلما دخل أجلسه وبشر في وجهه فلمّا خرج قالت عائشة : يا رسول الله «ص» قلت فيه ما قلت وفعلت فيه من البشر ما فعلت فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم : يا عويش يا حميراء إن شرّ الناس عند الله يوم القيامة من يكرم اتقاء شرّه.
وفي الكافي والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام في هذه الآية : قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً أحسن ما تحبون أن يقال لكم فان الله يبغض اللعان السبّاب الطعّان على المؤمنين المتفحش السائل الملحف (١) ويحب الحيّي الحليم الضعيف المتعفف.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : لا تقولوا الا خيراً حتّى تعلموا ما هو.
وفيه وفي التهذيب والخصال عنه عليه السلام والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام أنّها نزلت في أهل الذمّة ثمّ نسخها قوله تعالى : قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ.
والقمّيّ : نزلت في اليهود ثمّ نسخت بقوله تعالى : فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ.
أقول : إن قيل فما وجه التوفيق بين نسخها وبقاء حكمها قلنا إنّما نسخت في حقّ اليهود وأهل الذمّة المأمور بقتالهم وبقي حكمها في سائر الناس : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ بإتمام ركوعها وسجودها وحفظ مواقيتها وأداء حقوقها التي إذا لم تؤد لم يتقبلها ربّ الخلائق أتدرون ما تلك الحقوق هو إتباعها بالصلاة على محمّد
__________________
(١) الحف في المسألة يلحف إلحافاً إذا ألح فيها ولزمها. منه قدس الله سره.