لا توبة له ولا سيما عند بأس الموت : «وليست التوبة للذين يعملون السيآت حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن» (٤ : ١٨).
والمستفاد من (أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) أن الإيمان دون عمل صالح ـ هو قضيته ـ لا ينفع صاحبه ، أم هو ليس واقع الإيمان بل هو دعواه حيث الإيمان أيّا كان يظهر في العمل على قدره : (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢ : ٨١) فالعمل الصالح ترجمان الايمان.
وترى ما هي (بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ)؟ إنها آيات عذاب الاستئصال في دار الدنيا (١) قبل الرجعة أو بعدها.
ثم ما هي بعض آيات ربك هنا وكم هي؟ إنها بطبيعة الحال للجوءهم إلى إيمان هي من الآيات البينات بعد القرآن ، التي لا تبقي مجالا للناكرين إلّا الإيمان ، تخوفا من آية تدمرهم أماهيه مما يلجئ إلى ايمان.
فليست هي كلّ حادثة مكرورة مرّ الزمن كالطوفانات والبركانات واضرابهما من مكرورات الآيات مما يؤوّل إلى قضية الطبيعة في مختلف تحولاتها ، بل هي آية تدل الناكرين لوجود الله أو توحيده أم رسالاته على أنه الحق لا ريب فيه ، كرجوع فرق من الموتى عن أجداثهم وخروج صاحب الأمر بآياته السماوية والأرضية ، وهو في أصل ظهوره وفصله أكبر آية ، وظهور غرائب من علامات ظهوره ، آيات خارقة العادة كآيات الرسالات رغم انقطاع الرسالات بأسرها ، مما تدل على حقها في حاقها.
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٧٨٠ في كتاب الاحتجاج عن امير المؤمنين (ع) حديث طويل وفيه معنى الآية «فانما خاطب نبينا (ص) هل ينظر المنافقون والمشركون إلّا ان تأتيهم الملائكة فيعاينوهم أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يعني بذلك امر ربك والآيات هي العذاب في دار الدنيا كما عذب الأمم السالفة والقرون الخالية.