ـ جبل الهضب
الوفير المياه.
كما أنني سجلت
القمم الشمالية والجنوبية لجبل سلمى وكذلك قمة جبل جلدية الذي زرته فيما بعد.
الصحراء المحيطة
بفيد تدعى أبا الكروش.
تخترق آبار فيد
أولا طبقة من الرمل والحصى تتراوح سماكتها ما بين ٥ و ١٠ أمتار تبعا للموقع ، ثم
مترين من البازلت الاسود الشديد الصلابة لتصل إلى الماء وهو طيب المذاق. هذا الماء
العميق جدا والذي يستلزم جهدا مضنيا لسحبه لري النخيل بات يتضاءل وفق أقوال السكان
، ولا بد من ان نعزو تلاشي هذه البلدة إلى هذا السبب. واللافت جدا هو أن آبار فيد
تتصل فيما بينها بسراديب جوفية.
غداة وصولي إلى
فيد ، غادرتها عند الرابعة عصرا متابعا طريقي نحو القصيم. وكان قد رافقني إلى هنا
أحد فرسان الأمير. ولكن إلى ما وراء هذه الحدود لم يبق معي سوى بدوي شمّري. وهذا
ما قررته بنفسي أمام تردد الأمير في السماح لي بالذهاب إلى القصيم ، وهي منطقة
وهابية متشدده حيث كان يخشى كثيرا علي وبالأخص خلال شهر رمضان المبارك الذي بات
قريبا.
بمغادرتنا فيد
سرنا ٩ أميال إضافية إلى الشرق وإلى الشمال الشرقي ثم خيّمنا. وبعد استراحة دامت
ست ساعات ، تابعنا مسيرتنا إلى الشمال الشرقي منحرفين تدريجيا باتجاه الشرق. وعند
الواحدة من بعد الظهر وصلنا إلى الكهفةKehafa
التي كنا نلمح رؤوس نخيلها منذ ساعتين.
من فيد إلى الكهفة
تجتاز الدرب صحراء من الحث البركاني. العيّنة التي جلبتها معي عبارة عن رمل صواني
أصفر مع بعض القطع الكلسية تتخلله حبيبات من الصوان ويحتوي على حبات مغناطيسية
عديدة. يظهر الصخر العاري في كل مكان وله مظهر غريب. ويتكون الانطباع بأن كل هذه
الكتلة التي كانت قديما سائلة وفي حالة غليان قد تجمدت فجأة. وما يوحي بذلك هو
فقاقيع الحث الضخمة البالغ قطرها ما بين ٨ و ١٢ مترا والمحدّبة قليلا التي نصادفها
مع كل خطوة. بين الفينة والأخرى نجد بعض الرمل في ثنية أرضية حيث تتمو بعض الأشواك
، ولكن فيما عدا ذلك ، إنها صحراء الحجر المطلقة وسماكتها تفوق الوصف. تلك المنطقة
العربية الصخرية من Arabie Petrie حقا ، واسم هذه الصحراء هو الشرافه El Sarafah.