بطيئة جدا حاليا
بسبب العقبات التي تصادفها في التلال والكثبان العالية ولأن معظم الرمل المنقول ،
إن لم يكن كله ، تبتلعه الأفلاج. إذا صحت هذه النظرية ، يفترض أن تكون الأفلاج
قليلة أو معدومة في الطرف الغربي من النفود إذ لا بد أنها ردمت أولا. غير أنني لا
أملك أي واقعة مؤكدة لأوردها بهذا الشأن والبدو الذين استعلمتهم لم يقدّموا سوى
معلومات متناقضة كما أن الوضع في شرق النفود ، لا يضيئ مطلقا على الموضوع إذ إن
بعض نقاط الاستدلال فيه معروفة منذ وقت قصير جدا لنتمكن من إعطاء إيضاحات.
تبقى مسألة واحدة
للإيضاح وهي الأهم. ومرد عدم معالجتي لها في البدء هو أنني لا أملك معلومات لحلها
وأريد طرحها فقط ألا وهي أصل النفود. لقد ظننت فترة من الزمن أن هذا الركام الهائل
من الرمل قد يكون نتيجة تحلل صخور من الصلصال الرملي تقع غربا وبالأخص جنوب ـ غربي
النفود والتي تشكل بقاياها جبال مسما ، عوجا ، حلوة ، عدنان ، حلوان ، خلا إلخ ...
ولكن إلى جانب كون حجم النفود الضخم يبدو لي أكبر بكثير من الصخور التي قد تكون قد
وجدت في المناطق المذكورة أعلاه ، لا بد من افتراض سيطرة رياح مختلفة عن الرياح
السائدة حاليا. وأخيرا الاعتراض الأكبر يكمن في تفسير تكوين الأفلاج. في هذه
الظروف ، أعتقد أن الحذر يقضي بانتظار ملاحظات جديدة سعيا وراء تفسير ظاهرة تكوين
النفود.
علماء الجغرافيا
العرب القدامى كانوا يعرفون النفود تحت اسم الضاحي والطعوس ويتذكرون خصائصه
المتمثلة بهذه التلال الرملية وغياب الماء وشجيرة الغضا والنصي. أما اليوم فاسما
الضاحي والطعوس اصبحا مجهولين ولكن في المقابل يستعمل البدو حاليا اسم الرمل
العالي بينما سكان المدن في الجبل يطلقون عليه اسم النفود
باستمرار.
فور الخروج من
الجوف وخلال اجتياز الهضبة الصخرية ، نشاهد على مسافة عشرين كيلومترا في الجنوب ـ الغربي
، رأس سلسة من الجبال تمتد من الشمال ـ الشرقي إلى الجنوب ـ الغربي على امتداد ٤٠
كيلومترا. إنه جبل ثوي Theoui الذي يحيط به النفود ولا يحبس الماء
أبدا عند ما تمطر.
هل يجب مطابقة هذه
الصحراء مع الدهناء؟ ، وهي أرض شاسعة تعود لبني تميم
__________________