كاف أو إلى جوارها. كانوا ينتظرون مسافرين آخرين لينضموا إليهم وليشكلوا قافلة صغيرة. فغادروا معنا في اليوم التالي.
ولما كنا قلة ، فقد سعينا إلى تجنب لقاءات خطرة دائما في بداية دخولنا الى الصحراء. فسرنا ابتداء من ١٥ مايو (أيار) بشكل متعرج تحاشيا للقاء العرب ، بناء على المعلومات التي جمعناها في البصرة وفي عنز بشأن مختلف المخيمات.
في صبيحة ١٦ مايو (أيار) ، خيّمنا على بعد ٣ كيلو مترات شمال شرق القصر الأزرق. وللأسف لم أستطع الاقتراب منه أكثر من ذلك لأن جميع الأراضي المحيطة بالقصر المبني في منخفض كانت لا تزال موحلة بسبب أمطار الشتاء. ومن بعيد رأيته عبارة عن برج مربع مبني من الحجر المنحوت ، معزول تماما وقد بدت لي أعاليه أطلالا. من المرجح أن القصر قائم منذ اقدم العصور ، ولا بد أنه كان إحدى محطات الطريق المؤدية إلى وسط الجزيرة العربية عبر دومة الجندل.
كان قبلي المؤلفين العرب يطلقون على الأراضي المحيطة اسم عميري أو عامري. وذكر ذلك الدرويش المجهول ، الذي ترك كتابا عن طريق الحج من القسطنطينية إلى مكة ، وأضاف : إن النبي محمد [صلىاللهعليهوسلم] تقدم إبّان حملته إلى الشمال حتى بلغ هذا القصر ومسيله المرجح بأنه وادي الرايل ؛ المكان مثير للاهتمام ، فمن هنا يبدأ وادي سرحان الممتد جنوبا حتى آبار جراوي على مسافة يومين من الجوف.
صادفت وادي الرايل بعد ظهر اليوم نفسه ولما يزل في بعض الحفر ماء بالرغم من تقدم الموسم.
لم نتوقف على مرأى من القصر إلا مدة تناول الغداء ثم انطلقنا فورا ؛ إذ لا تقترب المجموعات القليلة العدد كمجموعتنا عادة إلى هذا الحد من هذا المكان الذي اشتهر بأسوأ سمعة. فاللصوص يرتادون باستمرار القصر الأزرق بصفته نقطة عبور.
يمتد سهل الأزرق على عدة كيلومترات وكل الأرض صالحة والتربة التحتية صلصالية فيما شجيرات الصحراء ، التي تشكل غذاء الإبل ، كثيفة وقوية.
ما إن غادرنا هذا المكان حتى عادت الأرض مضطربة وتظهر آثار عديدة بركانية الأصل. من حين إلى آخر اجتزنا أجزاء من الصحراء حجرة كليا تزداد وعورة كلما