إذا فعساكر البراهين كتابا وسنة وحكمة حكيمة ربانية تحكم بواجب الإتمام والصيام في أقل من مسيرة يوم بأغلب السير والغالب على المسير ، ولا أقل من ألف كيلومترا أم تزيد.
وقد يأتي زمن تصبح الطائرات هي الأغلبية من وسائل السير ، فلا قصر إذا ولا إفطار في أقل من مسيرة يوم بالطائرات.
وإذا أتى زمن حالت أكثرية وسائل السفر حول الكرة الأرضية في أقل من يوم فلا قصر ـ إذا ـ ولا إفطار ، حيث يدوران مدار المسيرة بأغلب السير والغالب على المسير ، دون الثمانية التي لا تحسب الآن بشيء فضلا عما بعد الآن.
وجملة القول في روايات القصر أنه ليس إلّا بسبب المشقة النوعية ، وهي في مسيرة يوم.
وهو الغالب على المسير وهو أعظم المسير ، المختلفة مسافة باختلاف وسائل السير ، ولا يختص حد المسيرة ـ للطول التاريخي الإسلامي ـ بالمسيرة السابقة بالراحلة التي كانت تجتازها في ثمانية فراسخ ، فإنما لكل يوم مسيرة يوم حسب الأغلبية من وسائل السير.
وكما الإسلام لا يمحور أهل زمن الوحي وسواه لسائر الزمن في أحكامه ، كذلك لا يمحور الزمن السابق بوسائله الخاصة لسائر الزمن.
فالمسيرة المقدرة سابقا بثمانية فراسخ بأغلبية الوسائل حينذاك ، ليست تستجر إلى زمن السيارات والطائرات ، إذ ليس المسلمون هنا فروعا للمسلمين هناك ، وإنما لكل زمن قضيته من قدر المسيرة حسب الأكثرية من وسائل السير.
ولا نجد ولا لمحة أن المسيرة مقدرة بالوسائل السابقة للطول التاريخي