هنا (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) لها أبعاد ، منها إمضاء العزم بعد المشاورة بما عزمت بوحي
الله ، دون أن تخاف أحدا خالفك في الأمر كما حصل في ابن أبي سلول.
ومنها ان لا دور
للتوكل على الله إلا بعد تقديم كل المساعي في سبيل التعرف الى صالح الأمر وتحقيقه
، تقديما فرديا وجماعيا ، ومن ثم (فَتَوَكَّلْ عَلَى
اللهِ).
ومنها ألا يتكل
الإنسان على ما اهتم وقدّم ، بل وعليه ان يتوكل على الله في إمضاء ما يمضي دون
استقلال لنفسه ولا استغلال ، بل هو توكل على الله فيما يسعى (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما
سَعى).
ولقد كانت هذه سنة
رسالية زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة من آل الرسول (عليهم السلام)
، حيث كانوا يضعون الضائعين على الطريق الواضح على ضوء الشورى ، مفيدين غير
مستفيدين إلّا تدريبا أريبا .
وقد أشار ابن عباس
على الامام علي (عليه السلام) ما لم يوافق رأيه فقال : لك أن تشير علي وأرى فان
عصيتك فأطعني .
فما استشارته (صلى
الله عليه وآله وسلم) أمته إلا كما استشاره الله تعالى
__________________