ينافي الإختيار ، ثم وبالإمكان أن ينتبه عن جهالته إذا حاول الرجوع إلى ربه بتوبة نصوح : (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى ...) ـ (وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ).
وترى كيف يتخبط الإنسان بمسّ الشيطان فيسقط عقله؟ وذلك خلاف الرحمة الربانية!.
إنه ليس مسّ الشيطان جسم الإنسان أو عقله إلّا كمس إنسان ظلوم إنسانا فيضر بجسمه أو عقله حيث الدار دار الإختيار دون إجبار ، اللهم إلّا أحيانا قضية مصالح في ميزان الله كنار إبراهيم التي أصبحت بردا وسلاما ، ومديته الحديدة التي لم تقطع رقبة إسماعيله أما شابه.
فقد يمس الشّيطان جسم إنسان حين لا يسطع أن يمس عقله كرسول من الله وكما قال الله عن أيوب : (رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ) (٣٨ : ٤١).
وقد يمس عقله : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (٤٢ : ٢٦) وذلك القرن يخبطهم مهما كان دركات ومنها (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) (٢٩ : ٣٨) وذلك لن يعمل عمل الشيطان فيزيده طغوى وضلالا.
وأما أهل التقوى : ف (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ. وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) (٧ : ٢٠٢) إذا فمس الشيطان لغير المتقين يعميهم عن إبصارهم.
وقيلة القائل في مسّ الشيطان أنه مجاراة مع عامة الناس في ذلك التخيل الباطل ، إنها نفسها من مسّ الشيطان وتخبّل باطل أن ينسب إلى القرآن ـ وهو