في الرّجعة ، يردّهم فيقتلهم ويشفي صدور المؤمنين منهم (١).
[قال ـ عزّ من قائل ـ : إنما أمرنا (لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).] (٢).
(وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) قيل (٣) : هم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وأصحابه المهاجرون ، ظلمهم قريش فهاجر بعضهم إلى الحبشة ثمّ إلى المدينة ، وبعضهم إلى المدينة. أو المحبوسون المعذّبون بمكّة بعد هجرة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ. وهم بلال وصهيب وخبّاب وعمّار وعابس وأبو جندل وسهيل. وقوله : «في الله» ، أي : في حقّه ولوجهه.
(لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) : مباءة حسنة ، وهي المدينة حيث آواهم الأنصار ونصروهم أو تبوئة حسنة.
وفي مجمع البيان (٤) : وروي عن عليّ «لنثوّئنّهم» بالثّاء المثلثة (٥).
(وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ) : ممّا يعجّل لهم في الدّنيا.
(لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (٤١) : الضّمير للكفّار ، أي : لو علموا أنّ الله يجمع (٦) لهؤلاء المهاجرين خير الدّارين لوافقوهم ، أو للمهاجرين [، أي : لو علموا ذلك لزادوا في اجتهادهم وصبرهم (الَّذِينَ صَبَرُوا) : على الشّدائد ،] (٧) كأذى الكفرة ومفارقة الوطن.
ومحله النّصب ، أو الرّفع على المدح.
(وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (٤٢) : منقطعين إلى الله ، مفوّضين إليه الأمر كلّه.
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) قيل (٨) : ردّ لقول قريش : الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا ، أي : جرت السّنّة الإلهيّة بأن لا يبعث للدّعوة العامّة إلّا بشرا يوحى إليه على ألسنة الملائكة. والحكمة في ذلك قد ذكرت في سورة الأنعام عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
__________________
(١) المصدر : فيهم.
(٢) ليس في المصدر. ولكن يوجد في نور الثقلين ٣ / ٥٥.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ٥٥٦.
(٤) المجمع ٣ / ٣٦١.
(٥) ليس في المصدر.
(٦) ب : مجمع.
(٧) ليس في أ ، ب ، ر.
(٨) أنوار التنزيل ١ / ٥٥٦.