قلت : يقولون : إنّ العرش كان على الماء ، والرّب فوقه.
فقال : كذبوا. من زعم هذا ، فقد صيّر الله محمولا ووصفه بصفة المخلوقين (١) ولزمه أنّ الشّيء الّذي يحمله أقوى منه.
قلت : بيّن لي ، جعلت فداك.
فقال : إنّ الله حمّل دينه وعلمه على (٢) الماء قبل أن يكون سماء أو أرض أو جن أو إنس أو شمس أو قمر.
محمّد بن يحيى (٣) ، عن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن سدير الصّيرفيّ قال : سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٤).
قال أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ ابتدع الأشياء كلّها بعلمه على غير مثال كان قبله. فابتدع السّموات والأرضين ، ولم يكن قبلهنّ سموات ولا أرضون. أما تسمع لقوله ـ تعالى ـ : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ). والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي الكافي (٥) : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن محمّد بن عمران العجليّ قال : قلت لأبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : أيّ شيء كان موضع البيت حيث كان الماء في قول الله ـ تعالى ـ : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ)؟
قال : كان مهاة بيضاء ، يعني : درّة.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٦) : حدّثني أبي ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرميّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : خرج هشام بن عبد الملك حاجّا ومعه الأبرش الكلبيّ ، فلقيا أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ في المسجد الحرام.
فقال هشام للأبرش : تعرف هذا؟
قال : لا.
قال : هذا الّذي تزعم الشّيعة أنّه وصيّ إمام لكثرة (٧) علمه.
__________________
(١) المصدر : المخلوق.
(٢) ليس في المصدر.
(٣) الكافي ١ / ٢٥٦ ، صدر ح ٢.
(٤) الأنعام / ١٠١.
(٥) الكافي ٤ / ١٨٨ ، ح ١.
(٦) تفسير القمّي ٢ / ٦٩ ـ ٧٠.