أيّ حجر؟ .. تعريف «الحجر» دون منكّره : «حجر» دليل الإختصاص ، وكما ان عصاه عصى خاص : (بِعَصاكَ الْحَجَرَ) لا «بعصى حجرا» وهي عصى لها معجزاتها الأربع : فلق البحر ـ تفجير العيون ـ صيرورتها جانا تهتز (٢٧ : ١٠) وثعبانا مبينا (٧ : ١٠٧) (فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) (٧ : ١١٧) وقد كان موسى يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه وله فيها مآرب اخرى (٢٠ : ١٨).
ولزام هذا الحجر ان يكون من الكبر بقدر يمكن ان تتفجر منه اثنتى عشرة عينا ترد مشاربها مئات الآلاف من بني إسرائيل دون تضايق وانتظار ، او تمانع واحتصار ، بعيون واسعة ، ومشارب شاسعة ، فلا يمكن أن يكون حجرا صغيرا يحمل ، كما لا يكون جبلا كبيرا ، حيث النص «الحجر» لا «الجبل» فليكن حجرا كبيرا أيّا كان في جبل أو غير جبل حتى يستجيب طلب هكذا انفجار بمشارب فاسحة دون انتظار واحتصار ، والنص لا يثبت هنا الإعجاز إلّا في انفجار العيون الاثنتي عشرة :
ان ضرب موسى بعصاه الحجر ، دون أن يحمل الحجر ـ ايضا ـ على صغره كحمل بعير ، هكذا انفجار شربا لعشرات الآلاف المنقسمة إلى أسباط اثنى عشر (١).
__________________
(١) في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبي الجارود (وهو من الكذابين المعروفين بالجعل) قال قال ابو جعفر (عليه السلام) إذا خرج القائم من مكة ينادي مناديه الا لا يحملن احد طعاما ولا شرابا وحمل معه حجر موسى بن عمران (عليه السلام) وهو وقر بعير فلا ينزل منزلا الا انفجرت منه عيون فمن كان جائعا شبع ومن كان ظمآنا روّي ورويت دوابهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة.
وفي الخرائج والجرائح عن أبي سعيد الخراساني عن جعفر بن محمد عن أبيه مثله وفي آخره : فإذا نزلوا ظاهره انبعث منه الماء واللبن دائما فمن كان جائعا شبع ومن كان