المتماثلة المغزى ، المتشابهة المعنى ، ونضدها تدبرا : ان يجعل كلّا دبر الاخرى كما يقتضيه ترتيب المعنى .. ناظرا الى الآية نفسها ، ثم ما تحتفّ بها ، ومن ثم نظائرها في سائر القرآن ، ثم يراجع الأحاديث الواردة في تفسيرها ناظرا إليها من زاويتين : نظرة التثبت من صدورها بموافقتها للآية ، ثم نظرة الاستيضاح لما استخفى منها من اشاراتها ولطائفها وحقائقها ان لم يكن هو من أهلها ، او يستزيد منها عن أهليها الذين هم من اهل بيت القرآن ، فأهل البيت أدرى بما في البيت.
فأقل ما يجب التحري فيه هو فهم العبارة من الآية ، وهي المعنى المطابق الظاهر ، ثم يتبناه لسائر الزوايا في مربع التفسير حيث هو على العبارة والاشارة واللطائف والحقائق (١) ، كما يتبناه في عرض الحديث على القرآن إذا كان يعني تفسير العبارة ، كما يتبنى الثلاثة الاخرى فيما الحديث يعني تفسيرها.
٣ ـ مما تدل عليه آيات العرض وأحاديثه ان هذا القرآن المعروض عليه هو النازل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلمات وآيات وترتيبات دون نقائص او مزيدات ، وإلا فكيف يحتل المركز الأصيل الوحيد المعروض عليه للأحاديث كل الأحاديث. إذا فكل ما ورد في تحريف القرآن بزيادة او نقصان هي مما اختلقته ايدي الزور والبهتان فانها مخالفة للقرآن ، وان كان الخلاف في نقطة او اعراب او ترتيب او تركيب تخالف القرآن المتواجد عند المسلمين ، المتواتر مر الزمن ، ومن لطيف الأمر ان الأحاديث الحاملة لكلمات او آيات يدّعى انها محرفة بزيادة او نقصان ، هي بذواتها تشهد انها أكاذيب زور اختلقتها ايادي أثيمة إسرائيلية او مسيحية وتسربت الى جهال
__________________
(١) يرويه الامام الحسين (عليه السلام) عن أبيه علي امير المؤمنين (عليه السلام) كما ياتي بكامله (سفينة البحار تحت الحرف ك).