تؤمن بوائقه ولم يسلم قلبه ، ومن لم يعزل نفسه عن الشهوات خاض في الخبيثات ، ومن طغى ضل على غير يقين ولا حجة له ـ
وشعب الهوينا : الهيبة والغرّة والمماطلة والأمل ، وذلك لأن الهيبة ترد على دين الحق ، وتفرط المماطلة في العمل حتى يقدم الأجل ، ولو لا الأمل علم الإنسان حسب ما هو فيه ، ولو علم حسب ما هو فيه مات من الهول والوجل ـ
وشعب الحفيظة : الكبر والفخر والحميّة والعصبية ، فمن استكبر أدبر ، ومن فخر فجر ، ومن حمى أصرّ ، ومن أخذته العصبية جار ، فبئس الأمر أمر بين الاستكبار والإدبار ، وفجور وجور ـ
وشعب الطمع اربع : الفرح والمرح واللجاجة والتكاثر ، فالفرح مكروه عند الله عز وجل ، والمرح خيلاء ، واللجاجة بلاء لمن اضطرته الى حبائل الآثام ، والتكاثر لهو وشغل ، واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فذلك النفاق ودعائمه وشعبه» (١).
.. وفي الحق إن دور المنافقين هو أخطر الأدوار ضد الرسالات الإلهية ولا سيما الرسالة الإسلامية ، وأخطر من الكافرين ايضا ، ترى عرض حالهم في سورة تخصهم «المنافقون» وفي عامة القرآن نلمس خاص الاهتمام بعرض قضاياهم ورزاياهم كثيرا وكما هنا ، فبعد آيات اربع تستعرض حال المتقين ، وآيتين تخصان الكافرين ، نجد ثلاثة عشر تخص المنافقين ، وكما تتحدث عنهم ثلاثة عشر سورة في مآت الآيات مصرحة بهم
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٣٤ عن كتاب الخصال للصدوق عن الأصبغ بن نباتة عنه (عليه السلام) ...