أهل اللغة يقولون في النشب : المال الثابت خاصة كالدار وما أشبهها. وهو الصواب ، لأنه يقال : نشب ينشب نشبا إذا ثبت.
قوله : «وإنما فصل هذا» إلى قوله : «فلما حذفوا حرف الجر عمل الفعل».
يعني أن هذه الأفعال تتعدى إلى مفعولين ، أحدهما محذوف منه حرف الجر ، ففضله مما قبله مما يتعدى إلى مفعولين دون حذف حرف من أحدهما.
قوله : «سميته بفلان كما تقول : عرفته بهذه العلامة».
فإن عرفته على ضربين :
ـ ضرب منه بمعنى : شهرته حتى عرف ، فهذا يجري مجرى التسمية ؛ لأنك إذا شهرته بشيء عرف به ، فهو بمنزلة تسميتك له باسم يعرف به.
ـ والوجه الآخر : أن يكون «عرفته» بمعنى أعلمته أمرا كان يجهله.
فتقول في الوجه الأول : عرفت أخاك بزيد : أي شهرته بهذا الاسم. وتقول في الوجه الثاني : عرفت أخاك زيدا إذا أعلمته إياه ، ولم يكن عارفا به من قبل.
وأنشد قول المتلمس.
* آليت حب العراق الدهر أطعمه |
|
والحب يأكله في القرية السوس (١) |
هذا شاهد لجواز حذف حرف الجر لا الذي تضمنه الباب من تعدي الفعل إلى مفعولين. وقال بعض النحويين «الحب» منصوب بإضمار فعل كأنه قال : آليت أطعم حب العراق ومعناه : لا أطعم.
يخاطب بهذا البيت عمرو بن هند ملك العراق ، وكان المتلمس قد خافه على نفسه فانتقل إلى الشام ، ومدح ملوكها فتوعده عمرو بن هند ، وأقسم ألا يطعم حب العراق. فقال المتلمس ـ مستهزئا به ـ هذا البيت.
وأراد بالقرية : الشام.
قوله : «وأما سميت وكنيت ، فإنما دخلتها الباء على حد ما دخلت في عرفت».
يعني أن الباء في سميته بزيد وكنيته بأبي عمرو يحتاج إليها في التقدير وإن حذفت ، كما يحتاج إليها في قولك : عرفته بزيد إذا أردت : شهرته بهذا الاسم.
وأنشد للفرزدق :
* منا الذي اختير الرجال سماحة |
|
وجودا إذا هب الرياح الزعازع (٢) |
__________________
(١) ديوان المتلمس ٦٥ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ١٧ ، الشعر والشعراء ١ / ١٨٢ ، السيرافي ٢ / ٢٥٥.
(٢) ديوان الفرزدق ٢ / ٥١٦ ، المقتضب ٤ / ٣٣٠ ، الكامل ١ / ٣٣ ، النكت ١١٨٨.