يحجّ بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان. ومن كان بينه وبين رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ عهد ، فهو إلى مدّته.
وبإسناده (١) إلى الحارث بن مالك قال : خرجت إلى مكة ، فلقيت سعد بن مالك. فقلت له : هل سمعت لعلي ـ عليه السّلام ـ منقبة؟
قال : قد شهدت له أربع ، لئن تكون لي إحداهنّ أحبّ إليّ من الدّنيا أعمر فيها عمر نوح ـ عليه السّلام ـ أحدها ، أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش ، فسار بها يوما وليلة. ثمّ قال لعلي : اتبع أبا بكر فبلّغها.
وردّ أبا بكر ، فقال : يا رسول الله ، أنزل فيّ شيء؟
قال : لا ، إلّا أنّه لا يبلغ عني إلّا أنا أو رجل مني.
وبإسناده (٢) إلى أنس بن مالك ، أنّ النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر. فبعث عليا ـ عليه السّلام ـ وقال : لا يبلّغها إلّا رجل من أهل بيتي.
وفي كتاب الخصال (٣) : عن الحارث بن ثعلبة قال : قلت لسعد (٤) : أشهدت شيئا من مناقب عليّ ـ عليه السّلام ـ؟
قال : نعم ، شهدت له أربع مناقب والخامسة شهدتها. لئن يكون لي منهنّ واحدة ، أحبّ إليّ من حمر النّعم. بعث رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أبا بكر ببراءة ، ثمّ أرسل عليا ـ عليه السّلام ـ فأخذها منه.
فرجع أبو بكر ، فقال : يا رسول الله ، أنزل فيّ شيء؟
قال : لا ، إلّا أنه لا يبلغ عني إلّا رجل مني.
وفي احتجاج عليّ (٥) ـ عليه السّلام ـ يوم الشورى على النّاس ، قال : نشدتكم بالله ، هل فيكم أحد أمر الله ـ عزّ وجلّ ـ رسوله أن يبعث ببراءة بها مع أبي بكر ، فأتاه جبرائيل ـ عليه السّلام ـ فقال : يا محمّد ، إنّه لا يؤدي عنك إلّا أنت أو رجل منك. فبعثني رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فأخذتها من أبي بكر. فمضيت بها فأدّيتها عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فأثبت الله على لسان رسول الله أني منه ، غيري؟
__________________
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) نفس المصدر والموضع.
(٣) الخصال / ٣١١.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : لو.
(٥) الخصال / ٥٥٨.