قال
طفيل الغنوي :
وغارة
كجراد الريح زعزعها
|
|
مخراق
حرب كنصل السيف بهلول
|
وهم
يرون في ذلك ردءاً لهم من الغارات التي يمكن أن تشنها عليهم القبائل الأخرى ، كما يرون في ذلك إظهارا لشجاعتهم وقوتهم حتى لا يفكر الآخرون بغزوهم .
قال
المثقب العبدي :
ونحمي
على الثغر المخوف ويُتقى
|
|
بغارتنا
كيد العدى وضُيومُها
|
وقال
الآخر :
ومن
لم يذدْ عن حوضه بسلاحه
|
|
يُهدَّم
ومن لم يظلم الناس يُظلَم
|
والمسلمُ
الحقيقي شجاع ايضا بمقتضى تركيبته الذهنية الخاصة التي صقلها الاسلام ، وروحه الرسالية المستمدة منه . فهو لا يعرف معنى الخوف من الموت ـ في الله ـ لأنه مؤمن بسلامة المصير ، فلا يرى غير الجنة اعدت للمتقين في الآخرة . ومتى كان الامر كذلك ، يهون عليه كل شيء في سبيل ذلك حتى نفسه . وتأريخنا الاسلامي حافل بالبطولات والتضحية كما هو بيِّن وواضح لدى كل من يتتبعه .
وصاحبنا
أبو ذر رضي الله عنه ، الذي هو موضوع بحثنا الآن ، كان ممن اتسم بأعلى معاني البطولة والشجاعة ، في الجاهلية ، وفي الاسلام .
__________________