.................................................................................................
______________________________________________________
الحقيقي بالإشراق والإيجاد.
الثالث : الملك المقولي ، أي ما يعدّ في فنّ المعقول من الأعراض النسبية ، المعبّر عنه بالجدة أيضا ، قال في الأسفار : «وممّا عدّ من المقولات : الجدة والملك ، وهو هيئة تحصل بسبب كون جسم في محيط بكلّه أو بعضه ، بحيث ينتقل المحيط بانتقال المحاط ، مثل التسلّح والتقمص والتعمم والتختّم والتنعّل ، وينقسم إلى طبيعي كحال الحيوان بالنسبة إلى إهابه ، وغير طبيعي كالتسلّح والتقمص .. إلخ» (١).
وجعل في شرح الهداية ملكية الباري تعالى من الاختصاص الطبيعي ، ككون القوى للنفس (٢).
وإدراج ملك الباري تعالى في الجدة مجرّد اصطلاح ، لا بمعنى انقسام الملك المقولي الى الطبيعي والاعتباري ، لوضوح أن المبدأ الأعلى «جلّ وعلا» وفعله الإطلاقي المعبّر عنه بالإضافة الإشراقية جلّ أن يندرج تحت المقولات التي هي أجناس الماهيات الإمكانية من الجواهر والأعراض. بل الأمر كذلك في ملك النفس لقواها ، فإنّه حيثية وجودية ، والوجود مطلقا ليس بجوهر ولا عرض إلاّ بالعرض. والتفصيل في محله.
والمقصود : أن بعض الأمثلة المذكورة في مقولة الجدة ـ بمعنى الهيئة التكوينية الحاصلة للجسم بسبب إحاطة جسم آخر به ـ أجنبي عنها ، فمالكية النفس للقوى مثلا مصداق للملكية الحقيقية ، كما أنّ مالكية زيد للفرس اعتباري ، لا ربط لها بالموجودات الحقيقية المنحصرة في الجواهر والأعراض. إلاّ أن يراد من مالكية زيد للفرس الهيئة الحاصلة من ركوبه عليه.
الرابع : الملك الاعتباري وهو وجود ادّعائي تنزيلي للملك الحقيقي أو المقولي. وليس المراد بالاعتبار هنا ما يصطلح عليه في فنّ المعقول من إطلاقه تارة على الاعتبارات الذهنية ، سواء أكان ظرف العروض والاتّصاف الذهن كالكلية والجنسية ، فإنّهما مفهومان
__________________
(١) الأسفار الأربعة ، ج ٤ ، ص ٢٢٣.
(٢) شرح الهداية الأثيرية ، ص ٢٧٤.