وفي الأغاني : بإسناده عن حاتم بن قبيضة ، قال : سمع السيد (١) محدّثاً يحدّث أنّ النبيّ صلى الله عليه واله كان ساجداً فركب الحسن والحسين على ظهره ، فقال عمر : نعم المطي مطيّكما.
فقال النبيّ صلى الله عليه واله : ونعم الراكبان هما ، فانصرف السيد من فوره ، فقال في ذلك :
أتى حسناً والحسين النبيّ |
|
وقد جلسا حَجْرة (٢) يلعبان |
ففدّا هما ثم حيّاهما |
|
وكانا لديه بذلك المكان |
فراحا وتحتهما عاتقاه (٣) |
|
فنعم المطيّة والراكبان |
وليدان مهما برّة |
|
حَصَان مُطهّرة للحصان |
وشيخهما ابن أبي طالب |
|
فنعم الوليدان والوالدان |
خليلي لا ترجيا واعلما |
|
بأن الهدى غير ما تزعمان |
وأنّ عمىٰ الشك بعد اليقين |
|
وضعف البصيرة بعد العيان |
ضلال فلا تلجلجا فيهما |
|
فبئست لعمر كما الخصلتان |
أيرجى علي إمام الهدى |
|
وعثمان ما اُعند المرجيان |
__________________
١ ـ السيد لقب لإسماعيل بن محمّد بن يزيد بن ربيعة بن مفرّغ الحميري. ويكنّى أبا هاشم ، واُمّه إمرأة من الأزد ، ثم من بني الجدان ، وجدّه يزيد بن ربيعة ، شاعر مشهور ، وهو الذي هجا زياد بن أبيه وبنيه ، ونفاهم عن آل حرب ، وحبسه عبيد الله بن زياد لذلك وعذّبه ، ثم أطلقه معاوية ، قاله أبو الفرج الإصفهاني في الأغاني : ج ٧ ، ص ٢٤٨ ، وفي ج ٧ ، ص ٢٩٦ ، قال : وروى أبو داود واسماعيل بن السامر : أنهما حضرا السيد الحميري عند وفاته بواسط ، وقد أصابه شرى وكرب فجلس ، ثم قال : اللهمّ أهكذا جزائي في حبّ آل محمد! فكأنها كانت ناراً فطفئت.
وحكي أنّ السيد الحميري توفي ببغداد سنة ١٧٩ هجـ فبعث الأكابر والشرفاء من الشيعة سبعين كفناً له ، ولكن الرشيد كفّنه من ماله وردّ الأكفان على أهلها.
٢ ـ الحجرة : الناحية ، جمع حجر وحجرات ، وحواجر.
٣ ـ العاتق : ما بين المنكب والعتق ، جمع عواتق وعتق.