واحرقت (١). كما احرقت كتبه واثاره ودفاتره بمحضر من الناس (٢). واحرق كرسي التدريس الذي منحه له الخليفة القائم بامر الله (٣). مما اضطر الشيخ الطوسي الى الهرب الى مدينة النجف الاشرف عام ٤٤٨ هـ نجاة بنفسه. وقد رأى في مدينة النجف حركة علمية ، فاراد تنميتها وتطويرها ، والعمل من ان يجعل من النجف مدرسة علمية جديدة متخصصة في دراسة الفقه والحديث والعلوم الاسلامية الاخرى ، وهكذا غدت النجف بعد فترة قصيرة من وصول الشيخ الطوسي اليها ، حاضرة العلم والفكر ، واخذ الناس يهاجرون اليها من مختلف المناطق ، وباشر الشيخ الطوسي بعد اقامته بها بالتدريس ، فكان يملي دروسه على تلاميذه بانتظام ، وما كتاب «الامالي» الا محاضرات القاها هناك (٤).
واخذت مدرسة النجف منذ عام ٤٤٨ هـ في التقدم والتوسع حتى اصبحت اوسع واهم جامعات العالم الدينية (٥). وكنت قد كشفت في رسالتي الجامعية التي حصلت بموجبها شهادة الماجستير في التاريخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٧٣. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ٧١. الكاظمي ، مقايس الانوار ، ص ٦.
٢ ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٧٩. السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى ، ٤ / ١٢٧. حاجي خليفة ، كشف الظنون ، ١ / ٤٥٢.
٣ ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٧٩.
٤ ـ الحكيم ، الشيخ الطوسي ، ص ٩٥.
٥ ـ حسين امين ، تاريخ العراق في العصر السلجوقي ، ص ٣٧٩.