في أحد القولين.
ومثال تنازع الفعل والاسم : (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) [الحاقة ، ١٩].
واتفق الفريقان على جواز إعمال أيّ العاملين شئت ، ثم اختلفوا في المختار : فاختار الكوفيون إعمال الأول لتقدمه ، والبصريون إعمال المتأخر لمجاورته المعمول ، وهو الصواب في القياس ، والأكثر في السماع.
فإذا أعمل الثاني نظرت ، فإذا احتاج الأول لمرفوع أضمر على وفق الظاهر المتنازع فيه ، نحو «قاما وقعد أخواك» و «قاموا وقعد إخوتك» و «قمن وقعد نسوتك» وهذا إجماع من البصريين ، وإن احتاج لمنصوب فلا يخلو : إما أن يصح الاستغناء عنه أو لا ، فإن صح الاستغناء عنه وجب حذفه ، نحو : «ضربت وضربني زيد» ولا يجوز أن تضمره فتقول : ضربته وضربني زيد ، إلا في ضرورة الشعر ، قال الشاعر :
٢٢٦ ـ إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب |
|
جهارا فكن في الغيب أحفظ للودّ |
______________________________________________________
مرفوع ، أما كونه مرفوعا فظاهر ، وأما كونه سببيّا فلأنه اسم ظاهر مضاف إلى ضمير يعود إلى عزة ، ولكون المؤلف لا يرى هذا البيت من باب التنازع قال بعد إنشاده ، «في أحد القولين» فافهم ذلك.
٢٢٦ ـ هذا بيت من الطويل ، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين ، وهو من شواهد المؤلف في كتابه أوضح المسالك (رقم ٢٤٥) وابن عقيل (رقم ١٦٤) والأشموني (رقم ٤١٧).
الإعراب : «إذا» ظرفية تضمنت معنى الشرط ، «كنت» كان : فعل ماض ناقص ، وضمير المخاطب اسمه ، «ترضيه» ترضي : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، وضمير الغائب مفعول به ، والجملة في محل نصب خبر كان ، «ويرضيك» الواو عاطفة ، يرضي : فعل مضارع ، وضمير المخاطب مفعول به ، «صاحب» فاعل ، وهذه الجملة في محل نصب معطوفة على خبر كان ، وجملة كان واسمه وخبره في محل جر بإضافة إذا إليها ، «جهارا» منصوب على الظرفية عامله أحد الفعلين السابقين ، «فكن» الفاء لربط الجواب بالشرط ، كن : فعل أمر ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، «في الغيب» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من اسم كن ، «أحفظ» خبر كن منصوب بالفتحة الظاهرة «للودّ» جار ومجرور متعلق بأحفظ.
الشّاهد فيه : قوله «ترضيه ويرضيك صاحب» حيث تنازع كل من العاملين ـ وهما ترضي ويرضيك ـ الاسم الذي بعدهما ، وهو صاحب ، والأول يطلبه مفعولا ، والثاني يطلبه فاعلا ، وقد